وفي هذا السياق، أوضح محمد نصير، وهو فلاح بالواحة، أن التقييم يعتمد على الكمية والجودة معا، مشيرا، في تصريح لـle360، إلى أنه وبالرغم من تسجيل انخفاض في كمية الإنتاج، فإن الجودة كانت ممتازة بفضل التساقطات المطرية التي عرفتها الواحة في شتنبر 2024، والتي ساهمت في تنظيف النخيل، وتحسين جودة التمور، رغم ما خلفته من أضرار محدودة في بعض البساتين.
بدوره، يرى الفلاح زكرياء صفوان، الذي يتولى إدارة أملاك أسرته منذ سنوات، أن تراجع الإنتاج بلغ نحو 40 في المائة مقارنة بالعام الماضي، وهو تراجع يعتبره طبيعيا ضمن دورة إنتاج التمور التي تختلف من سنة إلى أخرى، مؤكدا في تصريح مماثل للموقع، أن الأصناف المزروعة تشمل «العصيان» الموجه للاستهلاك اليومي، وصنف «عزيزة» الفاخر الذي يتراوح ثمنه بين 150 و170 درهما، ويعد من أجود الأصناف رغم حساسيته لدرجات الحرارة وصعوبة إنباته.
ويستبعد صفوان أن يكون الجفاف وراء هذا الانخفاض، مشيرا إلى توفر مياه السقي بفضل امتلاء السدين الرئيسيين بالإقليم، وهما سد «الركيزة»، وسد «الصفيصيف»، ما يتيح لكل فلاح إمكانية التزود بالمياه عند الحاجة، معتبرا أن الإشكال الحقيقي يكمن في الإهمال ونقص اليد العاملة، حيث أصبحت العديد من البساتين مهددة بالاندثار بسبب غياب من يعتني بها أو يعمل داخلها، الأمر الذي يشكل خطرا على استدامة الواحة ومستقبل إنتاج التمور بها.
من جهة أخرى، أكد صالح السرغيني المدير الإقليمي للفلاحة بفكيك، أن الإنتاج هذه السنة تجاوز 13 ألف طن، وهي كمية وصفها بالمعتبرة والقادرة على دعم مداخيل الفلاحين، موضحا في تصريح للموقع، أن الموسم تميز بوفرة في الإنتاج وجودة مرتفعة، مكنت تعاونيات الإقليم ومنتجيه من حضور قوي في المعرض الدولي للتمور بأرفود.
وأبرز المسؤول الفلاحي أن منصات العرض بالمهرجان عرفت تواصلا مثمرا بين الفلاحين، سواء من حيث تبادل الخبرات، أو تعزيز فرص التسويق، مشيرا إلى بروز أصناف عدة بجودة لافتة، من بينها «عزيزة» و«العصيان» و«بوفقوس أغاراس»، وهو ما اعتبره المسؤول مؤشرا على تحسن المردودية، وارتفاع الدخل لدى مهنيي القطاع.
وهكذا تختلف القراءات بخصوص حجم الإنتاج بين تأكيد المسؤولين على وفرة في المحصول، وإصرار بعض الفلاحين على تسجيل تراجع ملحوظ، غير أن الجميع يجمع على جودة التمور خلال هذا الموسم، والتي كانت في مستوى عال، حيث تتواصل الدعوات إلى تعزيز العناية بالواحات، لضمان الحفاظ على هذا المنتوج في موقعه المتميز على الصعيد الوطني.




