المشروع يندرج ضمن المحور الرابع من المخطط التنموي المذكور والذي يهدف إلى المحافظة على المحيط البيئي وإنشاء وتأهيل الفضاءات الخضراء، ويتعلق الأمر بإحداث منتزه تيكوين (28 هكتار)، ومنتزه الانبعاث (20 هكتار)، وتأهيل وإعادة هيكلة منتزه ابن زيدون وحديقة أولهاو (15 هكتار)، بالإضافة إلى مجموعة من الحدائق والساحات العمومية وتجهيز فضاءات ترفيهية بالأحياء الآهلة بالسكان.
وأوضح عادل الحاجيبي، من المهندسين المكلفين بتصميم وتتبع أشغال منتزه الإنبعاث بأكادير، أن المشروع تشرف عليه 6 شركات كل في مجال اختصاصها من أجل إنهائه في الوقت المناسب والمرتقب خلال صيف هذا العام ومن أجل جودة تليق بمستوى تطلعات السكان وزوار المنطقة منهم المغاربة والأجانب، بتكلفة تبلغ 150 مليون درهم (15 مليار سنتيم).
وأضاف المتحدث في تصريح لـLe360، أن الجهات القائمة على المشروع أخذت بعين الاعتبار نوعية الأشجار والنباتات التي يمكن غرسها في المنتزه لتلائم بيئة المدينة وظروفها المناخية المتسمة بجو مشمس طيلة 300 يوم تقريبا سنويا، حيث تم في هذا السياق غرس أشجار مختلفة ضمنها النخيل الذي لا تتجاوز نسبته 5 في المئة، بغية توفير ظل كافي لمرتادي المنتزه، كما تم تشييد مرآب فوق المنتزه لركن السيارات مع مراعاة جمالية المكان.
وأكد الحاجيبي أن سقي المساحات الخضراء بالمنتزه سيكون بالمياه المعالجة انخراطا في المجهودات المبذولة لترشيد استعمال الماء الذي أصبح هاجس خوف الجميع نتيجة شح الأمطار وتراجع حقينة السدود وندرة المياه الجوفية، وتنفيذا أيضا للتوجيهات الملكية السامية بهذا الخصوص ومختلف توصيات الوزارات المعنية، مشيرا إلى أن مختلف المشاريع الخضراء التي تدخل ضمن برنامج التنمية الحضرية لأكادير يتم سقيها بالمياه المعالجة.
وأشار المسؤول ذاته إلى أن الإنارة العمومية بالمنتزه المميزة ستعطي جمالية كبيرة أيضا لهذا المشروع كما أنه تم تزويده بكاميرات مراقبة ذات جودة عالية من أجل الحفاظ على ممتلكاته والضرب بيد من حديد على كل من يحاول تخريبها واستتبابا للأمن وضمان استمرارية هذا المرفق في أداء مهامه البيئية كما يجب، مضيفا أنه سيستقطب أعدادا كبيرة من الزوار سواء من سكان أكادير الكبير أو من خارج سوس وكذا السياح الأجانب.
وللولوج للمنتزه الذي يربط وسط المدينة بالمنطقة السياحية، يقول الحاجيبي، يمكن الاستعانة بعدد من المداخل سواء بالنسبة للسيارات أو الراجلين منها ما هو متواجد بشارع الحسن الثاني ومنها ما هو متواجد بشارع محمد الخامس وشارع المقاومة، كما تم توفير ولوجيات لفائدة الأشخاص ذوي الإعاقة وملاعب قرب بعشب اصطناعي وملاعب كرة السلة والطائرة ومسارات لمحبي رياضة المشي وغيرها من الرياضات الفردية والجماعية.
وعن الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية للمشروع، قال المتحدث، إنه سيمكن من خلق فرص شغل وإعادة الحركة التجارية للدوران من جديد بوسط المدينة عن طريق تشييد ما يناهز 40 محلا تجاريا بأنشطة متنوعة، في ما على المستوى الاجتماعي سيمكن السكان والزوار من متنفس أخضر تتوفر فيه كل معايير الراحة والترفيه وأماكن لألعاب الأطفال وللكبار والكرة الحديدية بالنسبة للأشخاص المتقدمين في السن بمن فيهم السياح الأجانب، بينما الجانب الثقافي يكمن في تموقعه الإستراتيجي حيث يقع بين المسرح الكبير لأكادير ومسرح الهواء الطلق والمكتبة الجديدة لأكادير.
مشروع يأتي ليعزز البنية التحتية لعاصمة سوس ويجعل منها قطبا متكاملا في مختلف القطاعات وإضافة نوعية للفضاءات الخضراء التي كانت شبه منعدمة في مدينة ترتكز على السياحة بالدرجة الأولى، ومن شأنه المساهمة في الترويج السياحي للمنطقة بطريقة غير مباشرة خاصة السياحة الداخلية.