وفي ظل التحديات المناخية المتزايدة وتوالي سنوات الجفاف، عرفت السنوات الأخيرة تسريعا ملحوظا في وتيرة إنجاز السدود الكبرى والمتوسطة بمختلف جهات المملكة، في إطار رؤية شمولية تهدف إلى تعبئة الموارد المائية، وتأمين التزود بالماء الشروب، ودعم السقي الفلاحي، وحماية المناطق المهددة بالفيضانات.
وفي هذا السياق، تم إنجاز مجموعة من السدود الاستراتيجية بعدة أقاليم، من بينها سد «مداز» بإقليم صفرو، بسعة تخزينية تبلغ 700 مليون متر مكعب، والذي يعد من أكبر المنشآت المائية بالمملكة، حيث يرتقب أن يساهم بشكل أساسي في تخفيف الضغط على الفرشة المائية لسهل سايس، وتعزيز قدرات تحويل المياه بين الأحواض، بالإضافة إلى إنجاز سد «تيداس» بإقليم الخميسات، بسعة 507 مليون متر مكعب، الذي يشكل رافعة مهمة لتأمين الحاجيات المائية للساكنة والقطاع الفلاحي بالمنطقة.
وشملت هذه الدينامية كذلك المناطق الجنوبية والشرقية، حيث تم إنجاز سد «أكدز» بإقليم زاكورة بسعة 247 مليون متر مكعب، بهدف ضمان التزود بالماء الشروب، وحماية الواحات والنخيل من التدهور، إضافة إلى سد «فاصك» بإقليم كلميم بسعة 80 مليون متر مكعب، الذي يهدف إلى تطعيم الفرشة المائية، والحد من مخاطر الفيضانات التي عرفتها المنطقة في فترات سابقة، وكذا إنجاز سد «تودغى» بإقليم تنغير بسعة 34 مليون متر مكعب، لتعزيز البنية التحتية المائية بالجنوب الشرقي ودعم التنمية المحلية.
أمطار شتنبر تنعش حقينة سد فاصك. امحند أوبركة
وعلى المستوى المحلي، تم إنجاز سد «كدية البرنة» بإقليم سيدي قاسم بسعة 12 مليون متر مكعب، ورغم سعته المحدودة مقارنة بالسدود الكبرى، فإن له دورا مهما في توفير مياه السقي للمساحات الفلاحية المجاورة وتعزيز الاستقرار القروي.
DR
وفي نفس الإطار، تم الشروع في الملء الاستباقي لحقينة سد «كدية البرنة»، إلى جانب سد الساقية الحمراء بمدينة العيون، في خطوة احترازية تروم الاستعداد للفترات المقبلة وضمان الاستغلال الامثل للموارد المتاحة.
سد الساقية الحمراء بالعيون يقترب من الاكتمال بنسبة إنجاز تفوق 83%. Le360
وحاليا، يوجد 15 سدا في طور الإنجاز بمختلف مناطق المغرب، في مؤشر واضح على مواصلة الدولة لجهودها الرامية إلى رفع القدرة التخزينية الوطنية، حيث من المرتقب خلال السنة المقبلة الشروع في ملء عدد من هذه السدود، من بينها سد «سيدي عبو» بإقليم تاونات، وسد «آيت زيات» بإقليم الحوز، وسد «بني عزيمان» بإقليم الدريوش، وسد «تامري» بإقليم أكادير إداوتنان.
DR
وبخصوص السدود الصغيرة، تمت مراجعة البرنامج الوطني الخاص بها، حيث تم التركيز على إنجاز 150 سدا، يوجد من بينها 59 سدا في طور الإنجاز حاليا، على أن يتم خلال السنة المقبلة إعطاء انطلاقة أكثر من 40 سدا آخرا، إذ يأتي هذا التوجه في إطار تجاوز عدد من الإكراهات المرتبطة بإشكالية العقار من جهة، وضعف الإمكانيات المادية من جهة ثانية، حيث تم التركيز على السدود التي تتوفر على قدرة تعبئة في حدود 1 مليون متر مكعب، والتي لا يتجاوز علوها 15 مترا، بما يسمح بإنجازها على أرض الواقع في آجال أقصر وبنجاعة أكبر.
وتبرز هذه المعطيات، التي نشرتها منصة «الما ديالنا» التابعة لوزارة التجهيز والماء، حجم المجهودات المبذولة لرفع القدرة التخزينية الإجمالية للمملكة، والتي تتجاوز في ما يخص هذه المشاريع وحدها 1.5 مليار متر مكعب، وهو ما يعكس طموح المغرب في مواجهة ندرة المياه، وترسيخ نموذج مستدام في تدبير هذا المورد الحيوي، بما يضمن حق الأجيال القادمة في الماء، ويدعم مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمختلف ربوع المملكة.































