«الفترة الأسوء» أو كما يسميها مهنيو الصيد والبحارة «الموفيطا» أو «الموبيطا» أو «المنزلة»، وهي الفترة التي تعرف برداءة الطقس وارتفاع علو أمواج البحر، بحيث يصبح من الصعب على البحارة دخول البحر من أجل اصطياد الأسماك، ما يسبب نقصا على مستوى الأسواق بالتالي ارتفاع في الأسعار.
ارتفاع الأسعار
وفق ما وثقته كاميرا Le360 بالسوق المركزي بالدار البيضاء، وأحد الأسواق الشعبية بالمدينة القديمة، فإن أثمنة الأسماك تعرف زيادات متفاوتة.
ووفق ما استقيناه من بائعي الأسماك، فقد وصل ثمن سمك «الميرنا» بالجملة إلى 1500 درهم للصندوق أي حوالي 73 درهما للكيلوغرام، في حين يتراوح ثمن بيعها بالتقسيط ما بين 80 و90 درهما، في وقت لم يكن الثمن يتجاوز 70 درهما خلال الأشهر الماضية.
وانتقل ثمن سمك الصول من 80 إلى 120 درهما، والكلمار 160 أو 170 درهما.
فرصة للمضاربين
تعتبر هذه الفترة من السنة «الموفيطا»، التي تعرف بندرة وقلة الأسماك المصطادة، (تعتبر) فرصة سانحة للمضاربين والوسطاء للاصطياد في الماء العكر، باحتكار السوق وإشعال النار في الأسعار.
يقول توفيق، وهو بائع سمك بالمدينة القديمة، إن «المغرب غني بثراوته السمكية لكن السوق يعاني من الاحتكار وهذا سبب ارتفاع الاسعار».
وأضاف، في حديثه مع Le360، أنه «من غير المعقول أننا المصدر الأول لسمك السردين وأحيانا يفوق ثمنه 20 درهما، في المغرب يجب ألا يتجاوز ثمن السردين 8 دراهم».
وأشار المتحدث إلى أن «السردين يخرج من البحر بثمن لا يتجاوز 3 دراهم، ويمر عبر عدة وسطاء ليصل إلى المواطن بـ12 درهما أو أكثر».
اختفاء سمك السردين من الأسواق الشعبية
«سمك الفقراء» كما يسميه بائعو السمك، لما يلقاه من إقبال من الطبقة البسيطة نظرا لفوائده الكثيرة وأسعاره المناسبة، اختفى من الأسواق منذ أيام وهو أكثر الأسماء تضررا من فترة «الموفيطا».
ويعتبر سمك السردين من أكثر أنواع الأسماك استهلاكا في المغرب، وتتعدد الأطباق المغربية التي يتسيدها هذا النوع من الأسماك الغني بـ«الأوميغا 3»، مشوي، مقلي، مطبوخ في الفرن المنزلي أو التقليدي، الطاجين المغربي بكويرات السردين وغيرها من الأطباق.
بالسوق المركزي يتواجد سمك السردين بشكل قليل ويباع بين 15 و20 درهما بسبب ارتفاع أسعاره وقلة المنتوج، أما في الاسواق الشعبية فلا يتواجد السردين لنفس الأسباب ولكون القدرة الشرائية لزبائن هذه الأسواق لا تتوافق مع هذه الأسعار.
تصوير ومونتاج: أنس الزايداوي
