مجموعة البوغاز، التي تضم أزيد من سبعة جماعات محلية أعلنت أنها طرحت خلال هذا الشهر عملية المناقصة لاختيار الشركة الفائزة، وقد جرى سحب ملف الترشيح من طرف شركتين تعدان من كبريات الشركات العالمية اللواتي ستسعى للفوز بملف تدبير أزبال المدينة لمدة تصل إلى 20 سنة .
عبد السلام العيدوني، رئيس مجموعة جماعات البوغاز، أكد في تصريح لـle360 أن العملية بالفعل بدأت وستنتهي نهاية هذا الشهر بإعلان الشركة الفائزة بالصفقة التي حددت قيمتها في تدبير نحو 70 في المائة من النفايات بالمطرح العمومي الجديد.
وقال العيدوني إن المجموعة ستتولى أمر تنفيذ هذا البرنامج الطموح والرامي إلى تسيير المطرح العمومي الجديد بمواصفات عالمية، ولهذا الغرض فقد تم إلغاء الـ25 في المائة من الصفقة القديمة ووضع شروط جديدة تهم تدبيرا معقلنا ومتميزا للمطرح العمومي .
وأشار المتحدث ذاته إلى أن دفتر التحملات الجديد يحمل شروطا مهمة تسمح بتدبير المطرح العمومي وفق معايير دولية، تبدأ من نقل الأزبال وتنتهي بتدويريها في المطرح العمومي .
© Copyright : Le360
وفي الوقت الذي سبق وأن تم وقف الإعلان عن طلب عروض أولي من طرف وزارة البيئة، بنسبة 25 في المائة، تمكنت مجموعة جماعات البوغاز من وضع استراتيجية هامة للنهوض بالملف، تنفيذا لبرنامج طنجة الكبرى وتطلعات الملك محمد السادس الرامية الى إنهاء عمل المطرح القديم، الذي تسبب وما يزال في مشاكل بيئية خطيرة على مستوى منطقة مغوغة وطنجة كلها .
مصادر خاصة أشارت إلى أن من بين أهم الشركات التي تقدمت بسحب ملفات ترشيحها توجدا شركة SOS – NDD، والتي يقدم فرع لها بمراكش خدمات عبر الشركة المحدثة محليا تحت اسم SMVM، كما تقدمت شركة أخرى تدعى "سوجيديما" وبدورها تدبر شؤون الازبال بمراكش من خلال فرعها المحلي المسمى TéoMara، أما الشركة الثالثة التي سحبت ترشيحها فتدعى شركة Derichebourg.
وتعد هذه الشركات من بين الشركات الكبرى التي ينتظر أن تفوز بالصفقة الذي حددت مجموعة جماعات البوغاز شرطها الجزافي في 70 في المائة لمدة 20 سنة، وفق شروط أبرزها تقول مصادرنا، نسبة أعلى في تتمين الازبال، وتقديم ثمن اقل للطن الواحد، وكل شركة ستقدم عرضين يتم اختيار أحدهما.
وفي سيق متصل، أعلن أن مجموعة جماعات البوغاز اتخذت على عاتقها تدبير الملف وفق معايير جد مهمة وصارمة، بدأت بإجراءات اختيار المشغل الذي سيضمن إدارة وتشغيل الموقع لمدة سنة واحدة، إلى جانب مسألة إدارة النفايات وتشغيل المطمر، وستكون هذه الشركات في مواجهة شروط تتمثل أساسا في أن تكون للشركة أو المجموعة تجربة في مجال تثمين النفايات لا تقل عن 3 سنوات، بالإضافة الى شروط تتعلق بحجم الشركة ومواردها البشرية والمالية والتقنية.
الدكتور أحمد الطلحي، رئيس لجنة التعمير والبيئة بجماعة طنجة ورئيس لجنة الميزانية والشؤون المالية والبرمجة بمجموعة الجماعات البوغاز، كشف في تصريح لـle360 أن تدبير ملف المطرح العمومي أملته ظروف مهمة الهدف منها أن تكون الشركة الفائزة بالصفقة ملمة بتدبير النفايات وفق معايير دولية، بمعنى انه لا ينبغي أن تقل نسبة تثمين النفايات عن 70 بالمائة والباقي أي اقل من 30 بالمائة هو الذي سيتم طمره، وبذلك سيتم تمديد عمر المطرح الجديد والاستفادة من موارد التثمين.
© Copyright : DR
وحول طريقة التثمين، أشار الطلحي إلى أن الممكن حاليا أنواع كثيرة بينها التسميد (إنتاج السماد الطبيعي) أو ما يعرف بـ"الكومبوسط"، وإعداد تدوير المواد القابلة لذلك مثل الورق والبلاستيك والزجاج والقطع المعدنية، ثم التثمين الطاقي من خلال إنتاج غاز الميتان الذي يستعمل في إنتاج الكهرباء عبر الحرق لإنتاج الطاقة الحرارية في المصانع التي تحتاج الى ذلك مثل صناعة الاسمنت والصناعة المعدنية وغيرها.
تبقى الإشارة الى أن التقرير الاستراتيجي لسنة 2017، الذي يحمل عنوان "بانوراما المغرب في العالم: الرهانات الكونية للمحيط الحيوي"، الذي نشره مؤخرا المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية، كشف أن حجم النفايات في المغرب قد يصل إلى 12 مليون طن في أفق عام 2020، أي ما يعادل الضعف مقارنة مع سنة 2014.
التقرير أضاف انه على الرغم من المجهودات التي يبذلها المغرب، فإن تدوير النفايات يبقى إلى حدود الساعة محدودا، ولا يتجاوز 10 في المائة على المستوى الوطني، أما النفايات الطبية والصيدلانية فتقدر بـ21 ألف طن سنويا.