ويأتي هذا الاستثمار في إطار رؤية مشتركة للمغرب وإثيوبيا من أجل تنمية الفلاحة المستدامة بإفريقيا، حيث سيتطلب هذا المشروع الصناعي الضخم استثمارا بقيمة 2.4 مليار دولار في شطره الأول، بغرض إنتاج 2.5 مليون طن من الاسمدة في السنة في أفق سنة 2020، وهو ما سيمكن إثيوبيا من تأمين اكتفائها الذاتي من الأسمدة، مع إمكانية التصدير ناهيك عن استثمار إضافي بقيمة 1.3 مليار دولار مرتقب في أفق سنة 2025 من أجل بلوغ قدرة إنتاج إجمالية بقيمة 3.8 مليون طن من الأسمدة سنويا، من أجل دعم نمو الطلب المحلي.
© Copyright : DR استعمال الأسمدة حسب مختلف مناطق العالم
وتحمل هذه المنصة الإنتاجية اسم مركب "دير داروا فيرتيليزر"، متخصصة في إنتاج الأسمدة، وستكون متوفرة على كل البنيات التحتية واللوجستية، من أجل استيفاء جميع طلبات إثيوبيا من الأسمدة، وبأسعار تنافسية لصالح الفلاحين المحليين.
إقرأ أيضا : إقرأ أيضا: الملك والوزير الأول الإثيوبي يطلقان مشروعا لإنتاج الأسمدة قيمته 3.7 مليار دولار
وستكون هذه المنصة الإنتاجية للأسمدة مرتبطة بخطوط سككية مع البلدان المجاورة، من أجل التصدير للسوق الإقليمية، إلى جانب استثمار 1.3 مليار دولار في أفق 2025، بهدف الرفع من القدرة الإنتاجية للوصول إلى 308 مليون طن من الأسمدة سنويا، واستيفاء الطلب المحلي.
© Copyright : DR نتائج استعمال الأسمدة على الفلاحة عبر مختلف المناطق
وبانتهاء المرحلة الثانية، ستكون المحطة الإنتاجية، متوفرة على 9 وحدات سترفع الإنتاج السنوي من الأسمدة بـ50%، كما سيستفيد هذا المشروع من إدماج الموارد الطبيعية الإفريقية، ليكون المشروع من إفريقيا إلى إفريقيا، مستغلا بذلك قدرات إثيوبيا الفلاحية، وبالخصوص من خبرة 50 سنة من صناعة الأسمدة من طرف المكتب الشريف للفوسفاط.
إقرأ أيضا : إقرأ أيضا: الملك والرئيس الإثيوبي يترأسان حفل التوقيع على سبع اتفاقيات ثنائية
وفي تفاصيل هذا المشروع العملاق، وجب ذكر أنه يمتد حتى دولة جيبوتي حيث سيتم وضع منصة للتخزين، ليكون مجموع ما سيوفره المشروع هو مليونين و 475 ألف عامل/يوم عمل اثناء تشييد المشروع.
هذه المنصة الصناعية التي ستتكون من مركب مندمج لإنتاج الأسمدة، ووحدات صناعية للتخزين، تشكل جزء من المخطط المستقبلي للتنمية الاستراتيجية لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط من أجل تلبية الحاجيات المحلية من الأسمدة، حيث يقوم هذا المخطط على التكامل بين الموارد الطبيعية للبلدين.
© Copyright : DR مقارنة استهلاك الأسمدة بين إفريقيا وآسيا
وسيتم تجهيز هذه المنصة الصناعية بجميع البنيات التحتية الأساسية الضرورية، من قبيل محطة لضخ المياه ومنشآت لمعالجة الماء ومحطة كهربائية ستوفر امتيازا مهما لكونها ستكون مستقلة على مستوى الطاقة. ومن أجل تأمين الحاجيات من المواد الأولية الضرورية لمنصة الأسمدة، ستتم تهيئة وتأمين وحدة للتخزين على مستوى ميناء جيبوتي.
وتقوم المرحلة الاساسية في الإنتاج عبر دمج ثلاثة عناصر من أجل حدوث تفاعل كيميائي، يكون وراء إنتاج المنتج النهائي، لينقل لمنطقة التخزين ذو سعة 140 ألف طن، ما يمكن الفلاحين المحليين من الولوج إلى الاسمدة عالية الجودة.
وتبقى أحد أهم سمات هذا المشروع الضخم، هو اعتماده على ترشيد في استهلاك الماء والطاقة، الذي كان العنصر المفتاح في تصور المشروع، من أجل عدم تأثر البيئة، ومن أجل تلبية كل حاجيات إثيوبيا من الأسمدة بأسعار تنافسية، وقابلية للتصدير للدول المجاورة، بفضل الربط بخط سككي، ما سيخلق في نهاية المطاف 5000 منصب شغل قار، في مشروع صنع في إفريقيا ومن أجل إفريقيا.