بالأرقام: الوضعية المائية بالمغرب.. سدود الشمال تنتعش وأحواض الجنوب تدق ناقوس الخطر

حوض سبو

في 08/12/2025 على الساعة 12:00

كشفت المعطيات المائية الرسمية، بتاريخ اليوم الاثنين 8 دجنبر 2025، صورة دقيقة عن وضعية السدود الكبرى بالمملكة، حيث استقرت نسبة الملء الإجمالية عند حدود 31.1 في المائة، بما يعادل 5212 مليون متر مكعب من المياه المخزنة.

وأبرزت المعطيات نفسها الصادرة عن وزارة التجهيز والماء، عبر منصة «الماء ديالنا»، أنه ورغم أن هذا الرقم يمنح بعض الطمأنينة مقارنة بفترات سابقة من الشح، إلا أنه يخفي تفاوتا واضحا بين الأحواض، خصوصا بين مناطق الشمال والوسط من جهة، والمناطق الجنوبية والشرقية التي ما تزال تواجه ضغطا كبيرا على مواردها.

ويبرز حوض سبو كأكبر خزان للمياه السطحية في البلاد، إذ بلغت حقينته 2231 مليون متر مكعب، بنسبة ملء وصلت إلى 40.1 في المائة، حيث سجل سد الوحدة، أكبر سدود المغرب، نسبة 41 في المائة من طاقته الاستيعابية، فيما حقق سد علال الفاسي نسبة شبه كاملة بلغت 98 في المائة، بالإضافة إلى تسجيل كل من سد إدريس الأول وسد سيدي الشاهد نسبا تراوحت بين 33 و40 في المائة، ما يكرس الدور المحوري للحوض في دعم الأمن المائي الوطني.

أما حوض أبي رقراق، الذي يضمن الإمدادات الحيوية للمحور الحضري الممتد بين الرباط والدار البيضاء، فقد سجل أعلى نسبة ملء على الصعيد الوطني، حيث بلغت 66.1 في المائة، بحجم مائي يلامس 716 مليون متر مكعب، إذ استفاد سد سيدي محمد بن عبد الله بشكل خاص من التساقطات الأخيرة، بعدما وصل إلى نسبة 70 في المائة، في حين تراوحت نسب ملء سدود أخرى تابعة للحوض بين 23 و32 في المائة.

وفي الشمال، عرف حوض اللوكوس انتعاشة مهمة، إذ بلغت نسبة الملء 45.4 في المائة، وسجلت سدود واد المخازن وشفشاون والشريف الإدريسي نسبا مرتفعة تجاوزت 73 في المائة، مقابل تراجع ملحوظ في سد “9 أبريل 1947” الذي لم يتجاوز 16 في المائة.

وفي المنطقة الوسطى، سجل حوض تانسيفت نسبة ملء بلغت 42.7 في المائة، مستفيدا أساسا من حقينة سد سيدي محمد بن سليمان الجزولي الذي بلغ 88 في المائة، كما سجل سد أبي العباس السبتي 61 في المائة، في حين بقي سد لالة تاكركوست في مستويات مقلقة لم تتجاوز 21 في المائة.

وبالجنوب الشرقي، سجل حوض كير-زيز-غريس نسبة 46.9 في المائة، بدعم من مساهمة سد حسن الداخل الذي بلغ 57 في المائة، مقابل 32 في المائة فقط بسد قدوسة.

في المقابل، تكشف معطيات ثلاثة أحواض رئيسية عن وضع شديد الحساسية يستدعي تدخلاً هيكليا، حيث يأتي حوض أم الربيع في صدارة المناطق المتضررة، إذ لم تتجاوز نسبة الملء فيه 8.6 في المائة، بما مجموعه 427 مليون متر مكعب فقط، إذ سجل سد المسيرة، ثاني أكبر سدود البلاد، نسبة متدنية للغاية بلغت 3 في المائة، في حين تراجعت حقينة سد بين الويدان إلى 13 في المائة، وسد الحنصالي إلى 11 في المائة.

كما يتواصل الضغط نفسه في حوض سوس ماسة الذي لم تتجاوز سدوده نسبة ملء قدرها 18.7 في المائة، حيث سجلت سدود يوسف بن تاشفين وعبد المومن وأهل سوس نسبا بين 8 و12 في المائة، باستثناء سد الدخيلة الذي بلغ 84 في المائة.

أما حوض ملوية فقد سجل بدوره 26.4 في المائة، مع نسب متواضعة في سدي محمد الخامس والحسن الثاني، مقابل امتلاء كامل بسد على واد زا.

ويتعقد الوضع أكثر في حوض درعة واد نون الذي لم يتجاوز 28.1 في المائة، حيث سجل سد المنصور الذهبي نسبة 38 في المائة فقط، بينما لم يتجاوز سد السلطان مولاي علي الشريف 15 في المائة، ما يعكس استمرار الضغط على الموارد المائية في الجنوب، خصوصا مع تزايد حاجيات السقي والماء الشروب.

وتظهر هذه الأرقام، حسب متابعين، أن التحديات المطروحة لا تتعلق فقط بحجم التساقطات، بل أيضا بعوامل مرتبطة بالتغير المناخي والاستغلال المتزايد للموارد، معتبرين أن هذه الوضعية المركبة تؤشر على استمرار التباين الحاد بين مختلف الأحواض، إذ تمكنت سدود الشمال وأبي رقراق من تأمين حاجيات المدن الكبرى من الماء الشروب، فيما تواجه مناطق أخرى مخاطر متزايدة تهدد الموسم الفلاحي، وتفرض تعبئة واسعة لتدبير كل قطرة من الموارد المتبقية.

تحرير من طرف محمد شلاي
في 08/12/2025 على الساعة 12:00