ونوه الوردي، في كلمة بمناسبة تنظيم الجمعية المغربية لصناعة الأدوية الدورة الأولى لـ"أيام فارما المغرب" تحت شعار "30 سنة في خدمة الصحة"، بالجهود التي يقوم بها هذا القطاع في مواكبة التحولات التي يعرفها المغرب من أجل وضع سياسة صحية اجتماعية في إطار رؤية واضحة المعالم، مبرزا في نفس الصدد أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص.
وأبرز أن الوزارة تعمل على تطوير القطاع ومواكبته من خلال عدة مبادرات منها، على الخصوص، دعم الترسانة القانونية المنظمة للقطاع، وتخفيض أثمنة بعض الأدوية (حوالي 2600 دواء)، وإبرام اتفاقية تهم التغطية الصحية لفائدة منخرطي الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بشأن اقتناء الأدوية من الصيدليات.
وفي ما يخص إشعاع قطاع صناعة الأدوية بالقارة الإفريقية، أوضح الوزير أن المغرب منخرط في التعاون بين بلدان القارة من أجل شراكة جنوب جنوب تعود بالنفع على كافة الأطراف.
ولبلوغ هذه الأهداف، أكد الوردي على ضرورة رفع التحديات والمتمثلة بالأساس في تحديد الأهداف المشتركة والآليات التي يجب الاعتماد عليها، معبرا عن قناعة المملكة الأكيدة والواضحة بأهمية التعاون بين بلدان القارة.
ومن جهته، أوضح أيمن الشيخ لحلو، رئيس الجمعية المغربية لصناعة الأدوية، أن هذه التظاهرة تشكل فرصة لتسليط الضوء على مساهمة هذه الصناعة في الاقتصاد الوطني منذ عقود، وكذا مشاركتها في تحسين الولوج للعلاج والرعاية الصحية لأكبر عدد ممكن من الأشخاص.
وقال إن القطاع يعد واحدا من أكثر المجالات تطورا في المنطقة الإفريقية والعربية، مضيفا أن الدواء المصنع بالمغرب يصدر حاليا إلى عدة قارات بفضل إتقان المختبرات الوطنية لجميع عمليات التصنيع وتوفرها على شهادات مطابقة المعايير الدولية.
وبدوره، قال فيصل مكوار نائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، إن ما حققه قطاع صناعة الأدوية بالمغرب يعد ثمرة عمل طويل ومتأن ونتيجة تفعيل سياسات عمومية واضحة المعالم، وكذا بفضل شجاعة الفاعلين الخواص الذين تجرؤا على الاستثمار في هذا القطاع المهم.
وأشار إلى أن 65 في المائة من الأدوية المستهلكة بالمملكة يتم إنتاجها محليا سواء عبر شركات ذات رأسمال وطني أو أخرى متعددة الجنسيات تتواجد بالمغرب منذ سنة 1970.
وعرفت الدورة الأولى لـ"أيام فارما المغرب" مشاركة جميع مكونات الصناعة الدوائية الوطنية، سواء على مستوى المجموعات المغربية أو فروع الشركات متعددة الجنسيات، وكذا مشاركة مسؤولين حكوميين وممثلي أرباب المقاولات وتمثيليات رسمية لعدد من البلدان الإفريقية الصديقة الناطقة بالفرنسية وكذا الناطقة باللغة الإنجليزية.
كما تضمن برنامج هذا اليوم، إلى جانب افتتاح معرض لصور الأجهزة الخاصة بصناعة الأدوية، تنظيم ورشات عمل تناولت أساسا الإمكانيات المستقبلية لإرساء شراكات بين بلدان الجنوب والتعاون العملي القابل للتطبيق، وذلك في مجال تصنيع الأدوية ونقل الخبرة والمعرفة.