هجرة المليونيرات في 2024: دولتان إفريقيتان في قائمة العشرة الأوائل في العالم

جوهانسبرغ

في 23/06/2024 على الساعة 11:13

وفقا لمكتب هينلي آند بارتنرز، من المتوقع أن يغادر 128 ألف مليونير بلدانهم في عام 2024. ومن المنتظر أن تعرف القارة الإفريقية، التي يوجد بلدان منها في قائمة العشرة الأوائل في العالم، هجرة أكبر عدد من المليونيرات مقارنة بالوافدين. ما الذي يدفع الأثرياء إلى الرغبة في تغيير بلد إقامتهم؟ عناصر للإجابة.

بعد الانخفاض الكبير في هجرة المليونيرات خلال عامي 2020 (12 ألفا) و2021 (25 ألفا)، بسبب الأزمة الصحية لكوفيد-19، تسارعت حركة هجرة الأثرياء بعد بدء التعافي المسجل في عام 2022 (84 ألف مليونير) ووصل الرقم القياسي في عام 2023 (120 ألفا)، وفقا لمعطيات مكتب هينلي آند بارتنرز، وهو مكتب بريطاني للاستشارات في هجرة الاستثمارات ومقره لندن في المملكة المتحدة.

وهكذا، في عام 2024، وفقا لتوقعات المكتب، من المنتظر أن تتجاوز هجرة المليونيرات الرقم القياسي المسجل في العام الماضي وتبلغ 128 ألف مليونير. إن هجرة أصحاب الثروات هي مؤشر على صلابة أي بلد وصحة اقتصاده.

وفي هذا الترتيب، يحتل المليونيرات الصينيون المركز الأول بمغادرة 15.200 مليونير، متقدمين على الإنجليز (ناقص 9500) والهنود (ناقص 4300).

أما بالنسبة للدول المستقبلة لهؤلاء المهاجرين الأثرياء، فنجد الإمارات العربية المتحدة (زائد 6700 مليونير)، والولايات المتحدة (زائد 3800)، وسنغافورة (زائد 3500)، وكندا (زائد 3200)، وأستراليا (زائد 3500).

وفي ما يتعلق بالقارة الإفريقية، أكدت الدراسة التي أجراها المكتب الإنجليزي هجرة المليونيرات من القارة. وبالمقارنة بين المغادرين والقادمين، قد تخسر إفريقيا عدة مئات المليونيرات في عام 2024. ويفسر هذا الوضع في الأساس بهجرة الأثرياء من بلدين اثنين: جنوب أفريقيا ونيجيريا. وتوجد هاتان الدولتان في قائمة العشرة الأوائل في العالم التي ستسجل أكبر عدد من المهاجرين الأثرياء.

وفي هذا التصنيف، تحتل جنوب إفريقيا المركز السابع في العالم. وهكذا، وفقا لتقديرات مكتب هينلي آند بارتنرز، من المتوقع أن يغادر 600 مليونير من جنوب إفريقيا البلاد بحثا عن آفاق أخرى.

الدولة الإفريقية الثانية هي نيجيريا. ويمكن أن تشهد أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان هجرة 300 من مليونيراتها. وهكذا، يمكن أن يغادر 900 مليونير من البلدين القارة في عام 2024.

مع ذلك، وبسبب تمركز مليونيرات من قارات أخرى في إفريقيا خلال هذا العام، فإن عدد المغادرين من المليونيرات للقارة بأكملها يبلغ ناقص 700 مليونير. وهكذا، إذا كانت جنوب إفريقيا ستشهد هجرة 600 مليونير في عام 2024، فإن هذا البلد يمكن أن يستقبل في الوقت نفسه 200 منهم. وبالتالي، فإن البلاد لن تخسر إلا 400 مليونير.

وتعد هذه الوضعية من صافي مغادرة أصحاب الثروات السلبي مؤشرا سيئا لأي بلد. إن هجرة المليونيرات أكبر من استقبالهم هو في حد ذاته علامة على عدم صحة الاقتصاد. ويمكن تفسير رحيل أصحاب الثروات من جنوب إفريقيا بالمشاكل الخطرة التي تمر بها البلاد، وهذا يشكل إنذارا، لأن الأثرياء غالبا ما يكونون أول من يغادر البلاد.

وهكذا، غالبا ما يكون أصحاب الثروات الذين يستقرون من رجال الأعمال ومؤسسي الشركات الذين يجلبون موارد مالية كبيرة إلى البلد المضيف، ويخلقون الشركات وفرص العمل، ويعززون سوق الأوراق المالية في البلاد ويزيدون من استهلاك السلع والخدمات.

هناك عدة عوامل تدفع إلى هجرة المليونيرات: السلامة والأمن، والهواجس المالية، والضرائب، والتقاعد، ومناخ الأعمال. إن مستوى المعيشة الذي يقدمه البلد المضيف، وتعليم الأطفال، والاستقرار السياسي، ونظام الرعاية الصحية تعد أيضا عوامل أساسية.

وفي ظل هذه الظروف، نفهم سبب هجرة العديد من أصحاب الثرواث لجنوب إفريقيا. فإن انقطاع التيار الكهربائي ونقص المياه واستفحال الجريمة والأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، كلها عوامل تدفع بعضهم إلى التفكير في مغادرة البلاد، على الرغم من الإمكانات الهائلة التي توفرها.

يشار إلى أن جنوب إفريقيا هي الدولة الإفريقية التي تضم أكبر عدد من المليونيرات. فقد أحصى مكتب هينلي آند بارتنرز حوالي 37400 في أبريل 2024، بانخفاض 20% (ناقص 11300 مليونير) سجل خلال 10 سنوات. وسجلت نيجيريا 8200 مليونير في بداية عام 2024، بانخفاض حاد بنسبة ناقص 45% مقارنة بالعقد السابق.

إذا كانت الهجرة تفسر هذا الانخفاض بالنسبة لجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، فإن الأمر بالنسبة لنيجيريا يرجع في المقام الأول إلى الانخفاض الكبير في قيمة العملة المحلية، النيرة، مقابل الدولار، بسبب التخفيضات المتتالية في قيمة العملة، وهو ما يفسر انخفاض عدد المليونيرات النيجيريين بالدولار.

تحرير من طرف موسى ديوب
في 23/06/2024 على الساعة 11:13