المنتدى الذي انطلقت فعالياته يوم أمس الأربعاء، بحضور وزراء ومسؤولين ومنتخبين ومؤسسات وطنية ودولية إلى جانب خبراء أجانب في مجال الطاقة والماء والبيئة، ناقش، في جلساته الأولى، أبرز التحديات ذات الصلة بالإدماج الطاقي والماء وكذا سبل تطوير حلول مبتكرة لمواجهة تحديات التغير المناخي والتحول الطاقي في بلدان المتوسط وإفريقيا والعالم العربي.
في سياق متصل، وخلال كلمة له بالمناسبة، استحضر نزار بركة، وزير التجهيز والماء، عددا من الأشواط التي قطعتها المملكة في مجال السياسات المائية، انطلاقا من مشاريع هامة واستباقية مكنتها من التوفر على بنية تحتية مائية هامة، بينها أزيد من 154 سدا كبيرا وحوالي 150 سدا صغيرا لدعم ومواكبة التنمية المحلية، وكذلك 17 منشأة لتحويل المياه، فضلا عن إنجاز 16 محطة لتحلية مياه البحر، و197 محطة لمعالجة المياه العادمة.
وفي كلمته خلال منتدى نيكسوس طنجة، أبرز نزار بركة أنه، بوجود أشغال إنجاز حوالي 16 سدا كبيرا، تتواصل سياسة تنمية الموارد المائية الاعتيادية بالمملكة انطلاقا من تنمية العرض المائي إلى تدبير الطلب على الماء، ومن ثم تدبير الموارد المائية على المدى القصير إلى المدى البعيد، ومن التضامن مع البوادي مع المدن لتوفير الماء، إلى تضامن المدن مع البوادي لتحقيق العدالة المجالية.
من جانبه، أبرز والي ولاية جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، يونس التازي، في كلمته بمناسبة انعقاد المنتدى، أهمية النسخة الثانية منه، والتي تعد، حسب تعبيره، فرصة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين مختلف الفاعلين، خصوصا بجهة الشمال، التي تتميز بموقعها الاستراتيجي وتنوع مواردها الطبيعية.
وأوضح يونس التازي أن الجهة بصدد إطلاق مشاريع كبرى، تتوخى تحقيق إدارة متكاملة للموارد المائية، وتعزيز البنية التحتية المائية، مع إنجاز القطب الفلاحي اللوكوس بإقليم العرائش على مساحة 150 هكتارا، من أجل المساهمة في تعزيز الأمن الغذائي.
ومن جهته، أكد رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، عمر مورو، على ضرورة المساهمة في إنجاح الأوراش الكبرى المنخرطة فيها الحكومة، خاصة المتعلقة بالماء والغذاء والطاقة، سيما في ظل مواجهة التحديات الكبرى المتعلقة بالتغيرات المناخية وترشيد تدبير الماء.
وأوضح عمر مورو أن مجلس الجهة كان سباقا إلى إدراج عدد من الأولويات ضمن «البرنامج الجهوي للتنمية 2022-2027»، كما يواصل المجلس تنزيل مشاريع تهم بالأساس تنويع مصادر الماء، الحفاظ على استهلاكه وترشيده، والمساهمة في بناء محطات تحلية مياه البحر وإنجاز ثقوب مائية ومعالجة المياه العادمة.
واكد مورو أن هذه الجهود، التي يقوم بها مجلس الجهة، تعكس الالتزام الصريح للمجلس في تنزيل مشاريع ذات أثر ملموس على ساكنة الجهة، مشيرا إلى أنه في قطاع الفلاحة، مثلا، تعمل الجهة على تنظيم عمليات الإنتاج والتوزيع والتسويق في إطار حكامة ترابية مندمجة من خلال المساهمة في المركب اللوجستي الصناعي لوكسيس بالعرائش، ودعم المشاريع النموذجية في أسواق الجملة.
وسيعرف المنتدى، المنظم من طرف مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، مناقشة عدد من المحاور ذات الصلة بالموارد المائية والطاقة، من خلال ندوات علمية ستركز ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻮﻳﻼت ﻣﺒﺘﻜﺮة وﺷﺮاﻛﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ اﻟﻌﺎم واﻟﺨﺎص، ﻣﻊ دﻣﺞ أﺣﺪث اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﺤﻮل اﻟﻄﺎﻗﻲ، وﺗﺤﺴﻴﻦ إدارة اﻟﻤﻮارد اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ، ودﻋﻢ اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻤﺮﻧﺔ.
وﺸﻬﺪ منتدى طنجة، في يومه الأول، ﺗﻮﻗﻴﻊ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ إﻃﺎر ﺗﺠﻤﻊ ﻋﺪة ﻣﺆﺳﺴﺎت رﺋﻴﺴﻴﺔ، ﺑﻬﺪف ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﻌﺎون ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ وفق نهج WEFE Nexus، وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻤﺘﺠﺪدة، واﻻﺳﺘﺨﺪام الفعال واﻟﻤﺴﺘﺪام ﻟﻠﻤﻴﺎه، وﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﺮوﻧﺔ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ، وﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺘﻨﻮع اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻲ واﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ واﻟﺒﺮﻳﺔ، ﻛﻤﺎ ﺳﺘﺴﺎﻫﻢ ﻫﺬه اﻟﺸﺮاﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻹدارة اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ ﻟﻠﻤﻮارد اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ واﻷراﺿﻲ واﻟﻄﺎﻗﺔ ﻣﻤﺎ ﺳﻴﻨﻌﻜﺲ إﻳﺠﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ واﻟﺒﻴﺌﺔ.




