هذه التظاهرة البيئية والاقتصادية، كانت فرصة للمسؤول الحكومي للتعرف على تقاليد وتراث منطقة بوعرفة فكيك، خاصة في مجال ترشيد استهلاك الماء واستغلاله، حيث أبرز بركة، في تصريح لـle360، أن من الأهداف المرجوة من تنظيم المعرض هو التعريف بالدور المحوري الذي يضطلع به هذا الرأسمال البشري، في تنمية الموارد المائية والحفاظ عليها، خاصة بالمناطق الشرقية ومناطق الواحات.
واعتبر وزير الماء، في التصريح ذاته، المعرض منصة للنقاش بين المختصين والفاعلين وكذا المجتمع المدني والمنتخبين، لأجل تقاسم التجارب والخبرات والتقنيات الحديثة في مجال الماء، مؤكدا أن هذه المادة الحيوية من الركائز الأساسية التي تنبني عليها كل القطاعات الحيوية، وقاطرة المسار التنموي للبلاد، مبينا أن الحكومة وضعت استراتيجية تشاركية متجددة ومندمجة لقطاع الماء، ترتكز على عدة محاور، تهم تعبئة الموارد المائية الاعتيادية وغير الاعتيادية، بتسريع وتيرة البنية التحتية المتضمنة للسدود الكبرى والمتوسطة والصغرى، وتعبئة الموارد الجوفية بطريقة عقلانية، من أجل الحفاظ عليها للأجيال المقبلة.
وأشار المسؤول الحكومي أيضا إلى أن الحكومة تعمل على تنزيل برنامج طموح، لإنجاز محطات تحلية مياه البحر، وتحويل المياه بين الأحواض المائية، وإعادة استعمال المياه العادمة المعالٓجة، معتبرا أن هذه المنجزات ستمكن من ضمان التزويد بالماء الصالح للشرب، وسقي المساحات الفلاحية والمساحات الخضراء، ومشددا على أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى إعطاء قطاع الماء مزيدا من المرونة في مواجهة تحديات المستقبل، والمساهمة في تغيير سلوك مستعملي الموارد المائية.
ووجه بركة، في تصريحه، الدعوة إلى ابتكار واستعمال أدوات حديثة وعصرية للتدبير الرشيد والمعقلن للموارد المائية، دون إغفال الموروث اللامادي الذي راكمته البلاد في هذا المجال، ومؤكدا على ضرورة حمايتها وضمان استدامتها.وتميز حفل افتتاح المعرض، بتكريم أحد فلاحي مدينة فكيك، والذي يعمل في حرفة توزيع الماء بطريقة علمية ومضبوطة على فلاحي المنطقة، تسمى هذه الطريقة بـ« تافرسيت »، والممتدة عبر عدة قرون، حيث توارثتها الأجيال عن بعضها البعض.