ربورتاج: مشروع مهم بالدار البيضاء.. ما مآل كورنيش عين السبع؟

في 17/06/2025 على الساعة 18:44, تحديث بتاريخ 17/06/2025 على الساعة 19:00

فيديويُعد مشروع كورنيش عين السبع من بين الأوراش الكبرى التي تُشرف على إنجازها شركة التنمية المحلية « الدار البيضاء للتهيئة »، بصفتها صاحب المشروع المنتدب من قبل جماعة الدار البيضاء. المشروع الذي خصص له غلاف مالي يُقدّر بـ70 مليون درهم لإنجازه، تحول بحسب مراقبين إلى « خيبة أمل كبيرة » بعدما وصلت الأشغال إلى مراحلها النهائية.

مشروع إعادة تهيئة كورنيش عين السبع الذي استُقبل في بداياته بتفاؤل كبير من طرف الساكنة ومختلف الفاعلين غدا مصدرا « لخيبة أمل كبيرة » بعد أشهر من التأخر، واختلالات شابت أشغال المشروع الذي كان من المفترض تسليمه في يوليوز المنصرم.

«من الخيمة خرج مايل»

في نونبر 2020، أعلنت شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتهيئة عن إطلاقها لطلب عروض خاص بكورنيش عين السبع سيدي البرنوصي على طول 3400 متر انطلاقا من « ميموزا » بعين السبع إلى غاية زناتة المحاذية لآخر تراب مقاطعة البرنوصي، مرورا بشواطئ « السعادة » و« الشهدية » و«النحلة»، لتنطلق الأشغال بعدها وتتعثر لشهور، لتعود بعدها عمدة مدينة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي وتعلن في ماي 2022 عن استئناف الأشغال. لكن كان على البيضاويين الانتظار حتى بداية سنة 2024 للانطلاق الرسمي لأشغال الكورنيش مع تحديد أجل 18 شهرا كحد أقصى لتسليم المشروع.

ومنذ الإعلان عن المشروع قبل أزيد من ثلاث سنوات، بشّر المجلس الجماعي ساكنة المنطقة بتحويل الكورنيش إلى فضاء ترفيهي نموذجي يضاهي نظيره في عين الذئاب، يشمل مسارات للمشي، ومناطق للعب، ومرافق سياحية وتجارية قادرة على إنعاش الاقتصاد المحلي وتحقيق العدالة المجالية. غير أن الواقع الحالي للكورنيش الجديد، بحسب مراقبين: «لا يعدو أن يكون ورشا مفتوحا ببطء شديد بفضاءات غير مكتملة، وأشغال عشوائية أو تفتقر للمعايير التقنية والجمالية والجودة المطلوبتين».

خيبة أمل

على هامش جولتنا في « الكورنيش »، استقينا آراء بعض المواطنين والسكان بالمنطقة الذين أجمعوا على أنه «فعلا كورنيش شاطئ السعادة والنحلة شهدا تغيرا لكنه لا يرقى إلى مستوى تطلعاتهم». وقال محمد: «كنا ننتظر فضاءً نظيفًا يليق بنا وبأبنائنا، لكننا اليوم أمام مشروع غير مكتمل وبلا هوية ولا نعلم متى سينتهي فعلا».

وأضاف آخر: «كنا نطمح في كورنيش على غرار ما تم إنجازه بعين الذئاب ومدينة طنجة لكن مؤسف أن يستغرق المشروع كل هذه السنوات لإخراج كورنيش بهذا الشكل».

من جهته، طالب متحدث آخر بـ«فتح تحقيق إداري ومالي لتحديد المسؤوليات وتقييم مدى احترام المشروع لدفتر التحملات الأصلي والتصميم المتفق عليه»، مضيفا: «لا يعقل أن تصرف أموال من المال العام على هذا المشروع دون أن نخضع من أنجزه للمراقبة والمحاسبة »، منتقدا تخلي الجهات المسؤولة والجماعية عن دورها في « الرقابة الصارمة والمحاسبة الفعلية».

أين التصميم؟

من جهته، اعتبر عبد الإله جحا، نائب رئيس مقاطعة سيدي البرنوصي ورئيس فريق مستشاري حزب التقدم والاشتراكية بمجلس جماعة الدار البيضاء، إن مشروع الكورنيش يجب أن يُنسب إلى كل من سيدي البرنوصي وعين السبع، موضحًا في تصريح لـ Le360 أن نحو ثلثي امتداد الكورنيش يقع ضمن النفوذ الترابي لمقاطعة سيدي البرنوصي، فيما ينتمي الثلث المتبقي إلى تراب مقاطعة عين السبع.

وأكد المتحدث: «نبهنا غير ما مرة رئيسة المجلس الجماعي أن الأشغال تشهد بطء وتعثرا وعدم احترام للبرمجة الزمنية ودفتر التحملات »، متأسفا: « لتعثر المشروع الذي تعول عليه المنطقة لتحسين جاذبيتها السياحية وتحقيق العدالة المجالية وتوفير فرص الشغل».

ولفت نائب رئيس مجلس مقاطعة سيدي البرنوصي الانتباه إلى « ضعف جودة الأشغال المنجزة، خاصة على مستوى الأرصفة والمساحات الخضراء »، مشيرًا إلى « وجود تفاوت واضح بين التصور الأولي للمشروع والوضع الحالي على أرض الواقع ». وشدد على ضرورة « التدخل العاجل لتدارك الخلل وتصحيح الاختلالات »، معتبرًا أن « المواصفات التي خرج بها المشروع لا ترقى إلى مستوى التطلعات والانتظارات التي كانت معقودة عليه».

تسليم المشروع

نفى مولاي أحمد أفيلال، نائب عمدة مدينة الدار البيضاء الأخبار التي تحدثت عن رفض جماعة الدار البيضاء تسلم المشروع بسبب « رداءة » الأشغال، مؤكدا في تصريح لموقع Le360 أن الأشغال لم تنتهي بعد وأن نسبة تقدمها بلغت 95%، مسجلا « وجود تأخر نسبي في الإنجاز ».

وأوضح أفيلال أن الأشغال المتبقية لاستكمال المشروع تقتصر على تثبيت الشباك الخاصة بملاعب الكرة الشاطئية، وتوفير تجهيزات فضاء ألعاب الأطفال بعد التسليم الرسمي، إلى جانب إطلاق طلب عروض لتدبير واستغلال الأكشاك التي تم تشييدها سلفًا. كما أضاف أن المشروع يتضمن تجهيزات متطورة للإنارة العمومية، تشمل أعمدة كهربائية وكاشفات ضوئية قوية لتأمين إضاءة الشواطئ خلال الليل.

تحرير من طرف فاطمة الكرزابي و سعيد بوشريط
في 17/06/2025 على الساعة 18:44, تحديث بتاريخ 17/06/2025 على الساعة 19:00