ومنذ فتح الأبواب في وجه عموم الزوار، يشهد الملتقى الدولي للفلاحة، الذي سجل عودته بعد 3 سنوات من التوقف، إقبالا كبير من قبل ساكنة العاصمة الإسماعيلية والوافدين من مختلف مدن المملكة، فضلا عن الزوار الأجانب الذين قدموا بأعداد غفيرة لاكتشاف الثروات الفلاحية للمغرب ولعدد من مناطق العالم.
كما سجل الأطفال حضورهم، لاسيما في القطب المخصص لتربية المواشي، والذي يجذب أنظارهم ويدهشهم بالأنواع المختلفة من الحيوانات المعروضة، والتي تمثل تربية المواشي المغربية أحسن تمثيل.
ولا يخفي الزوار اندهاشهم بالمنتجات المحلية التي تم تجميعها في قطب مخصص للتعاونيات والجمعيات من مختلف أنحاء المملكة، حيث تحظى منتجاتها بشهادة العلامات التجارية أو المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.
هذا الفضاء الذي يضم ثروات محلية تعد الشاهد الأكبر على الهوية المجالية، يعرف دينامية تجارية مكثفة، كما يتيح سفرا حقيقيا على امتداد المغرب من خلال الألوان والنكهات والأذواق المتنوعة.
ومن بين الأقطاب التي تحظى بإقبال لافت، قطب الآلات والمعدات الذي يمثل لوحده معرضا حقيقيا، إذ يضم تشكيلة متنوعة موجهة للاستغلال الفلاحي.
وتحول فضاء الملتقى الدولي للفلاحة المشيد بساحة صهريج السواني على امتداد 18 هكتارا، 11 منها مغطاة، طيلة 5 أيام، إلى نقطة جذب رئيسية ومسرحا لدينامية تجارية قوية، حيث يتم تحفيز المبيعات والمشتريات من خلال عروض خاصة بالملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، إضافة إلى التنوع الكبير للمنتجات المعروضة. كما يمكن للفلاحين الاستفادة في عين المكان من تدابير المواكبة والتمويل المعروضة.
وتزين أقطاب أخرى هذه التظاهرة الدولية الفلاحية الكبرى، ولاسيما تلك المتعلقة بمنتجات التموين الفلاحي، والطبيعة والحياة وتربية المواشي والجهات والقطب الدولي وأقطاب الفاعلين المؤسساتيين.
وتحتضن هذه النسخة، التي تتميز بمشاركة أزيد من 68 دولة، ولأول مرة، جناح «قرية المقاولات الناشئة»، وهو قطب جديد تم إنشاؤه بمبادرة من المندوبية العامة للملتقى ويضم ما يناهز 30 مقاولة ناشئة وطنية ودولية ضمن برنامج غني يجمع بين الموائد المستديرة والمؤتمرات والعروض التوضيحية.
وتمكن الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، منذ دوراته الأولى، من إيجاد موطئ قدم ضمن قائمة المواعيد الفلاحية المرموقة، سواء على المستوى الوطني أو القاري أو الدولي.
ويتقاسم الفاعلون بالسوق الدولية وكذا على المستوى الوطني الإقبال على هذا الملتقى، مثلما يشهد على ذلك ارتفاع عدد المشاركين الذين يلبون النداء ويجعلون من كل سنة دورة قياسية.
ولا يقتصر التطور المسجل على الجانب الكمي فحسب، بل يشمل كذلك الجانب النوعي الذي تعززه الهوية الفريدة للملتقى كموعد متميز لتقاسم المعلومة العلمية المحينة ونسج علاقات التعاون والتقييم علاوة على عرض آخر المستجدات في المجال الفلاحي.