وتابعت يومية « الأخبار » في عددها الصادر يوم الجمعة 27 دجنبر 2024، هذا الموضوع، مشيرة إلى أنه واستنادا إلى المعطيات، فإن إنشاء محطة التحلية المذكورة، قد وصل الآن إلى مرحلة الدراسات القانونية، وذلك لتحديد مسارات قنوات الري، ومحطات الضخ والدفع، وذلك قبل مباشرة عمليات نزع الملكية للمصلحة العامة، والخاصة بالعقارات التي ستوطن عليها محطة التحلية، أو ستمر منها قنوات المياه، معتبرةً أن كثيرا من فلاحي منطقة تارودانت، واشتوكة، وتيزنيت، يعولون على هذه المحطة المائية الجديدة، لإنقاذ ضيعات فلاحية كثيرة من شبح الجفاف الذي انعكس سلبا على القطاع الفلاحي بجهة سوس ماسة، وأدى إلى انقراض مساحات واسعة من الضيعات.
وأوضحت اليومية في مقالها، أن المعطيات الخاصة بهذا المشروع، بينت أن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، قد أطلقت صفقات لإنجاز دراسات تقنية حول بناء محطة تحلية للمياه، خاصة بإقليمي تيزنيت وتارودانت منذ ما يزيد على سنة ونصف السنة تقريبا، مضيفةً أن الوزارة توصلت بالنتائج الأولية لهذه الدراسات خلال شهر ماي الماضي، الأمر الذي دفعها إلى تبني طرح إنشاء محطة تحلية لتزويد إقليمي تيزنيت وتارودانت، ومعهما أقاليم أخرى معا بالمياه المحلاة، خصوصا وأن شبكة الري التي سترتبط بها ستوزع الماء على مساحة تتجاوز 300 كيلومتر مربع.
واعتبر مقال « الأخبار » أنه يعول على هذه المحطة المائية التي ستنتج سنويا 350 مليون متر مكعب، وستكلف غلافا ماليا يصل إلى 5 ملايير درهم، لإنقاذ ضيعات حوض الكردان، التي أضحى ملاكها على حافة الإفلاس، بسبب شح المياه، بعدما تم توقيف تزويد 10 آلاف هكتار من الضيعات بهذا الحوض من مياه الري بسد «أولوز»، مشيرا إلى أن هذه الوضعية المزرية دفعت مجموعة من كبار الفلاحين بمنطقة الكردان، وعدد من المنتخبين بالغرفة الفلاحية الجهوية إلى عقد لقاء قبل أشهر، مع والي جهة سوس ماسة، بصفته رئيس اللجنة الجهوية للماء، من أجل التدخل العاجل لبحث سبل إنقاذ المشاريع الفلاحية المهددة بالزوال بحوض الكردان.
وتم خلال هذا الاجتماع، حسب مقال الأخبار، والذي حضره كذلك مدير وكالة الحوض المائي لسوس ماسة، مطالبة والي الجهة ببحث إمكانية تزويد حوض الكردان بمياه السقي، قصد المساهمة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الإنتاج الفلاحي، وبالتالي الحفاظ على الاستثمارات والعدد الكبير من فرص الشغل، سواء في مرحلة الإنتاج أو التلفيف، داعين والي الجهة بالتدخل قصد الإسراع بإنجاز محطة تحلية مياه البحر الموجهة لري سهل سوس، بهدف ضمان استمرارية الدينامية الإنتاجية، والتخفيف من حدة تراجع الموارد المائية الاعتيادية.
وأشارت الجريدة في مقالها، إلى أنه قد تم الاستجابة لمطلب فلاحي الكردان بإقليم تارودانت، ذلك أن اللجنة الجهوية للماء قررت في أكتوبر الماضي، وبشكل مؤقت، تخصيص 17 مليون متر مكعب من مياه حقينة سد أولوز للمناطق الفلاحية المتضررة بسبب الجفاف، سيما بحوض الكردان الذي كان يستفيد سابقا من مياه هذا السد، قبل أن يتم توقيف تزويده، بسبب تراجع حقينة هذا السد إلى مستويات غير مسبوقة.
وتم اتخاذ قرار استئناف تزويد الضيعات والمناطق الفلاحية المتضررة من الجفاف من مياه السد، بعدما انتعشت حقينته خلال التساقطات المطرية لشهر شتنبر الماضي، حيث ارتفع مستوى حقينته إلى 30،87 مليون متر مكعب، بنسبة ملء تجاوزت 34 في المائة، بعدما كانت يوم 11 شتنبر المنصرم لا تتجاوز حقينته 11،140 مليون متر مكعب بنسبة ملء لم تتجاوز 12،5 في المائة.