وكانت الجهة تفتقد، قبل عشرين سنة، لأهم مقومات التنمية، من بنيات تحتية، ومشاريع استراتيجية، وهو ما كان يعيق تحفيز النمو الاقتصادي، وتحسين إنتاجية مختلف القطاعات، وخلق مناصب للشغل، رهين بتسريع الاستثمارات في البنيات التحتية.
وفي هذا السياق، أبرز محسن الجازولي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار، أن الجهة أضحت اليوم تتوفر على شبكة طرقية من الطراز العالمي، كالطريق السيار الرباط وجدة، في أفق افتتاح الطريق السيار جرسيف الناظور، وكذا الطريق السريع الساحلي وجدة الناظور، والذي من المنتظر أن يربط جهة الشرق بجهة طنجة، عبر الحسيمة، إضافة إلى الطريق السريع العيون سيدي ملوك بركان، عبر جماعة تافوغالت، والذي جعل أهم مدينة سياحية بالمنطقة « السعيدية »، ترتبط بالطريق السيار الرباط وجدة.
إضافة إلى هذه البنية الطريقة المهمة، أشار وزير الاستثمار إلى أن جهة الشرق صارت لها محطتان جويتان دوليتان هامتان، وهي مطار وجدة أنكاد، والعروي الناظور، واللذان جعلا المنطقة ترتبط بأبرز المطارات العالمية، خاصة الأوروبية، بطاقة استيعابية تصل لـ30 مليون مسافر سنويا بالنسبة لمطار وجدة، ومليوني مسافر سنويا بالنسبة لمطار العروي الناظور، وهي الفكرة الأساسية التي ناقشها خبراء في الاقتصاد، حيث أجمعوا خلال جلسة تحت عنوان: «محمد السادس، رؤية ملك: مبادرات وطموحات»، على أن استقطاب المستثمرين يرتبط بشكل وثيق، بقدرة الجهة على توفير الظروف الملائمة لإقامة الأنشطة الاقتصادية، مبرزين أن الجهة تتمتع بالقدرات اللازمة من أجل تعزيز البنى التحتية.
وستتعزز الجهة بمشروع استراتيجي هام جدا، وهو ميناء الناظور غرب المتوسط، والذي سيكون إضافة نوعية للجهة، حيث أكد المدير العام لهذا الميناء الناظور محمد جمال بنجلون، على أن هذا الميناء يشكل حجر الزاوية في برنامج تنمية جهة الشرق، مضيفا أن هذا المشروع سيستفيد من الموقع الاستراتيجي للمغرب وللجهة الشرقية، على وجه الخصوص، والتي تتميز بتدفق تجاري شرقي-غربي، وشمالي-غربي هام، مبينا أن معدل استخدام البنيات التحتية بمنطقة غرب البحر الأبيض المتوسط يبلغ اليوم ما يقارب 80 بالمائة، ومشيرا إلى أن ميناء الناظور «ويست ميد»، الذي يستند على تجربة ميناء طنجة المتوسط، يهدف إلى إنشاء قطب اقتصادي جديد سيساهم في دعم تنمية ثلاث جهات، هي الشرق، وفاس مكناس، وطنجة تطوان الحسيمة، وسيعمل على تنمية المناطق الصناعية والنهوض بها، مع تعزيز الموارد الطبيعية للمنطقة، ودعم جاذبية الاستثمارات في مختلف المجالات التي ينخرط فيها المغرب حاليا، مثل الفلاحة والسيارات.
من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة شركة «ميدز» (MEDZ)، التابعة لصندوق الإيداع والتدبير، محسن السمار، أهمية تعزيز البنيات التحتية، وربط الجهة، والولوج إلى خدمات القرب من طرف المستثمرين، من أجل إعطاء دفعة للمشاريع الصناعية البناءة، داعيا إلى ترسيخ الاستعانة بتعهيد الخدمات والموارد البشرية والكفاءات على مستوى الجهة، مشيرا إلى أن أساسيات الربط هي سلاسل القيمة، وخدمات التصدير، ومضاعفة الشراكات.
من جانبه، أبرز علي زكي، مدير التعاون الدولي بشركة «مارتشيكا ميد» ، في تصريح لـle360، أن منطقة بحيرة مارتشيكا، ومنذ 2008 سنة إعطاء الملك محمد السادس انطلاقة هذا المشروع الهام، عرفت تنمية ملحوظة، مبنية على احترام البيئة، والاستثمار في السياحة، مشيرا إلى أن منطقة الناظور وجهة الشرق عموما، عرفت بفضل رؤية الملك السديدة قفزة كبيرة في المجال الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، مضيفا أن مشروع مارشيكا أضحى نموذجا يحتذى به دوليا، وخاصة في دول صديقة بإفريقيا جنوب الصحراء.