أسباب الغلاء
أوضح حميد حليم، رئيس مؤسسة المغرب الأزرق، أن الزيادة في الأسعار تعود بالأساس إلى العلاقة بين العرض والطلب. عندما يزداد الطلب، ترتفع الأسعار تلقائيًا، وهو ما كان جليًا خلال الأسابيع الماضية. كما أن الفترة الحالية تتسم بتراجع الإنتاج بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث يُعجز البحارة عن ممارسة الصيد بشكل آمن. وأشار حليم إلى أن الأحوال الجوية السيئة هي السبب المباشر لارتفاع أسعار الأسماك في شهر رمضان على سبيل المثال.
وأضاف في تصريح لـ le360 أن تغير المناخ أثر بشكل كبير على الثروة السمكية، حيث شهدت السنوات الأخيرة تراجعًا في مخزون الأسماك نتيجة لتغير البيئة الطبيعية التي تعتمد عليها الأسماك في التكاثر والنمو. هذه التغيرات أدت إلى انخفاض الإنتاج وبالتالي ارتفاع الأسعار.
عوامل محلية وإقليمية
إلى جانب الأسباب المناخية، لفت حليم الانتباه إلى الإقبال الكبير على الأسماك في مناطق معينة مثل شمال المغرب، حيث تعرف هذه المناطق نسبة طلب مرتفعة على الأسماك رغم كونها مناطق منكوبة من ناحية الصيد.
هذا الطلب المتزايد يساهم في دفع الأسعار إلى الارتفاع، وفق هذا المهني.
التكاليف التشغيلية والصادرات
وأشار حليم إلى أن ارتفاع تكاليف الإنتاج في قطاع الصيد، لا سيما بسبب ارتفاع أسعار الوقود وتكاليف صيانة القوارب، لعب دورًا في تفاقم الوضع.
كما أن الكثير من الصيادين والعاملين في هذا القطاع يعانون من ظروف عمل غير مستقرة ويفتقرون إلى التغطية الاجتماعية التي تلائم طبيعة عملهم، إذ أنهم يشتغلون ستة أشهر في السنة فقط، مما يضيف أعباءً إضافية على القطاع ككل.
وأفاد المتحدث ذاته أن هناك اتجاها لتصدير الأسماك الطرية إلى الأسواق الخارجية حيث يرتفع الطلب عليها، مما يؤثر على توفر الأسماك في الأسواق المحلية.
ومع ذلك، شدد على أن التصدير ليس السبب الوحيد وراء ارتفاع الأسعار، بل هناك عوامل أخرى أبرزها التغيرات المناخية وسوء الأحوال الجوية.
دعوات إلى التدخل الحكومي
وأكد حليم على ضرورة تدخل الحكومة لدعم الصيادين عبر توفير مساعدات مالية وتسهيل الحصول على القروض.
كما دعا إلى اعتماد التكنولوجيا الحديثة في قطاع الصيد وتشديد الرقابة على الصيد غير المشروع الذي يساهم في استنزاف الثروة السمكية.
وأوصى بتنظيم الأسواق وتعزيز الشفافية في تحديد الأسعار، إضافة إلى مكافحة الاحتكار.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا