ويأتي هذا المشروع الضخم استجابةً للتوجيهات الملكية السامية، التي تضع تعزيز الرعاية الصحية في صلب النموذج التنموي الجديد، وترسخ لمبادئ القرب والعدالة المجالية في تقديم الخدمات للمواطنين، بما يلبي تطلعات ساكنة المنطقة ويرفع من مستوى التكفل الصحي على الصعيدين الجهوي والوطني.
وخلال زيارة تفقدية قام بها عامل إقليم الناظور، جمال الشعراني، لورش المشروع، ترأس اجتماعاً تنسيقياً موسعاً بموقع المشروع، لتقييم سير الأشغال وتدارس الترتيبات النهائية، حيث شهد الاجتماع حضوراً وازناً لمسؤولين من مختلف القطاعات، يتقدمهم المدير الجهوي والمندوبة الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وممثلون عن الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة ووكالة العمران، إلى جانب السلطات المحلية والشركات المنفذة.
أشغال المستشفى الإقليمي الجديد بالناظور تصل مراحلها الأخيرة
وخلال اللقاء، تم تقديم عرض مفصل كشف أن الأشغال تسير وفق الجدول الزمني المحدد، كما تمت مناقشة عمليات تجهيز المستشفى بالمعدات الطبية والبيوطبية، حيث من المقرر أن تبدأ عمليات التوريد والتركيب في شهر دجنبر 2025، بهدف ضمان جاهزية المستشفى لاستقبال المرضى بشكل كامل في مطلع سنة 2026.
وبخصوص البطاقة التقنية للمشروع، فيمتد المستشفى الإقليمي الجديد على مساحة مغطاة تصل إلى 34,200 متر مربع، وبطاقة استيعابية تبلغ 250 سريراً، وسيضم المشروع باقة متكاملة من التخصصات الحيوية، من بينها أقسام للجراحة، والطب العام، وطب الأم والطفل، بالإضافة إلى وحدة للمستعجلات والعناية المركزة، ومركز للتصوير الطبي والتحاليل المخبرية، بالإضافة إلى وحدات متخصصة أخرى كمستشفى النهار وطب الأسنان، ووحدات للدعم اللوجستي كالصيدلية ووحدة التعقيم.
ولم يقتصر الاجتماع على تتبع سير الأشغال فحسب، بل شكل فرصة لمناقشة الرؤية المستقبلية لإعادة هيكلة الخريطة الصحية بالإقليم، حيث تهدف هذه المقاربة التكاملية إلى تحويل عدد من المراكز الصحية القائمة إلى مؤسسات متخصصة ذات بعد جهوي، مما يضمن توسيع نطاق الخدمات الصحية النوعية، وتحقيق تغطية عادلة ومتوازنة في مختلف أنحاء الإقليم.
وفي سياق متصل، تمت الإشارة إلى التقدم المُرضي في أشغال الطريق الجديدة التي ستربط المستشفى بالطريق الوطنية رقم 2، والتي تعتبر بنية تحتية محورية ستسهل بشكل كبير وصول المواطنين إلى هذه المؤسسة الصحية الحيوية.
