وأوضح محمد أمغار، رئيس قسم التدبير المستدام للموارد المائية بوكالة الحوض المائي لسوس ماسة، أن السد الذي تبلغ حقينته نحو 300 مليون متر مكعب عرف انخفاضا كبيرا خلال السنوات الأخيرة نتيجة شح الأمطار والجفاف المستمر، إذ تبلغ نسبة ملئه اليوم 12,6 في المئة أي ما يعادل 36 مليون متر مكعب وهذا راجع للأمطار التي تهاطلت في الآونة الأخيرة على المنطقة، حيث استقبل نحو 6 مليون متر مكعب.
وأضاف المتحدث في تصريح لـLe360، أن فترة ما قبل هطول المطر كانت التقديرات بخصوص الإشباع من ناحية الماء الصالح للشرب محددة في نهاية نونبر أو دجنبر من سنة 2024 قبل أن تساهم هذه التساقطات الأخيرة في تمديد أمد الإشباع إلى غاية مارس 2025، ما جعل الجميع يتنفس الصعداء للاستمرار في تزويد كل من إقليمي تيزنيت وسيدي إفني بمياه الشرب.
وأشار المسؤول ذاته إلى أنه ولضمان تزويد الإقليمين بالماء الصالح للشرب لسنة أو سنة ونصف إضافية، تم اللجوء منذ نونبر 2023، إلى قطع الماء عن الضيعات الفلاحية التي كانت تعتمد بالأساس على مياه السد الذي شرع في أداء الخدمة منذ سنة 1972، في سقي مزروعاتها المتنوعة، مؤكدا على أهمية هذه المنشأة المائية في قطاع الماء الصالح للشرب ومياه السقي، حيث يعد من أهم سدود المملكة التي تزود سهل اشتوكة المزود الرئيس للمملكة بالخضر بنسبة تفوق 70 في المئة على الصعيد الوطني.
وبالموازاة مع هذه الأزمة التي يتخبط فيها سد يوسف ابن تاشفين، يقول أمغار، تم إعداد برنامج طموح لتدارك الموقف، برنامج استعجالي آني وبرنامج على المدى المتوسط والبعيد ويأتي في خضم البرنامج العام للمخطط المديري للتهيئة المندمجة للموارد المائية بجهة سوس ماسة الذي تمت المصادقة عليه في دورة يناير 2023، ومن بين هذه الإجراءات الآنية اقتناء مضخات عائمة على مستوى السد لتسهل المأمورية على المكتب الوطني للماء الصالح للشرب للإستفادة من جميع المخزون المائي بما فيها الطبقة الميتة.
ومن بين الإجراءات الاستعجالية كذلك يضيف المصدر، الإسراع بإنجاز محطة تحلية مياه البحر لتزويد إقليم سيدي إفني الواقع بجهة كلميم وادنون، بالماء الصالح للشرب المنتظر أن تشرع في أداء الخدمة في فصل صيف السنة الجارية، وستحل عددا من الإشكاليات المائية وستعوض الحجم المائي الذي كان تزود به المنطقة انطلاقا من سد يوسف ابن تاشفين.
وأكد المسؤول نفسه أن من بين الإجراءات الموضوعة على المدى المتوسط تشييد محطة كبيرة لتحلية مياه البحر لتزويد إقليمي تيزنيت وسيدي إفني والمنطقة الساحلية بالماء الصالح للشرب وتوفير مياه السقي كذلك لسهل المعدر الكبير وارسموكة، مضيفا أن الدراسات المتعلقة بهذه المحطة في مراحل جد متقدمة وستكون سعتها الانتاجية 70 مليون متر مكعب وستنجز على 3 مراحل.