الخبر أوردته يومية « الصباح » في عددها الصادر يوم الثلاثاء 23 يناير 2024، مشيرة إلى أن هذا المشروع الضخم بُرمِج في إطار تخفيف الأزمة المائية، وإيجاد أحسن الحلول للاستجابة لمتطلبات سكان يتزايد عددهم بشكل مستمر بجهة البيضاء سطات، والتي تقدر بحوالي 7 ملايين نسمة، مبرزة أن الطموح من هذه المنشأة التي تندرج في إطار المخطط الوطني الجديد للمياه 2027-2020، إلى تحقيق تصنيف مميز يضعها في صدارة القارة الإفريقية.
وأشارت اليومية إلى أن الهدف من هذا المشروع يتمثل في الإمداد المستدام بالماء الصالح للشرب لكل من البيضاء الكبرى، ومنطقة برشيد سطات، ومنطقة الجديدة آزمور، إضافة إلى تعويض النقص المائي المسجل في حوض أم الربيع، مبينة أن المحطة تروم تأمين تلبية الحاجيات المستقبلية من الماء الصالح للشرب بهذه الجهة، خاصة في ظل محدودية الموارد المائية الطبيعية، وتفاقم ظاهرة ندرة المياه بسبب تأثير التغيرات المناخية.
وحسب مقال الصباح، فالمشروع يقع على 50 هكتارا بجماعة المهارزة الساحل، إذ توقع المركز الجهوي للاستثمار، كلفة مالية أولية قدرت بـ10 ملايين درهم، لتوفير طاقة معالجة قد يبلغ أقصاها 300 مليون متر مكعب سنويا، لكن الدراسات اللاحقة بينت أن القيمة التقديرية للمشروع قد تكون أكبر من ذلك، وتصل إلى مليار دولار على الأقل.
وحسب وزارة التجهيز والماء، تصل سعة المرحلة الأولى من محطة تحلية مياه البحر إلى 200 مليون متر مكعب، بينما ستصل سعتها النهائية 300 مليون متر مكعب في 2030، منها 250 مليون متر مكعب مخصصة لمياه الشرب، و50 مليون متر مكعب لسقي أراض فلاحية، مضيفة أن أهم مميزات هذا المشروع تتلخص «في توفير مصدر مستدام للمياه الصالحة للشرب والري في مناطق جهة البيضاء- سطات، وتقليل الضغط على موارد المياه الاعتيادية، خاصة على مستوى حوض أم الربيع، مما سيمكن من الحفاظ على هذه الموارد للاستعمالات الأخرى، خاصة سقي المساحات الفلاحية المجهزة».
وبينت « الصباح » في مقالها أن ثلاثي مغربي- إسباني، يتكون من «إفريقيا غاز»، و«گریـن أف أفريكا» المغربيتين، و«أكسيونا» الإسبانية، الشهيرة ببنائها لأكبر محطة شمسية بالعالم في ولاية نيفادا)، تمكّٓن من عقد اتفاق يروم إلى إحداث واستغلال المحطة الأكبر لتحلية المياه في إفريقيا، مضيفة أن وزارة الماء والتجهيز قالت أن الشركات الثلاث قدمت ثمنا «تاريخيا» في المغرب، إذ لا يتجاوز 4.5 دراهم للمتر المكعب، موضحة أن تكلفة تحلية مياه البحر في أكادير، على سبيل المثال، تصل إلى 10.دراهم للمتر المكعب، وبالنسبة إلى المكتب الشريف للفوسفاط فإنها تصل إلى 5.88 دراهم للمتر المكعب، حيث أنه وفي إطار اتفاقيات الشراكات التي وقعت بين الملك محمد السادس ورئيس دولة الإمارات المتحدة، ستتم إضافة استثمارات جديدة في مجال تحلية مياه البحر، علما أن جميع صفقات محطات تحلية مياه البحر سيبدأ تنفيذها ابتداء من 2024، في إطار الاستثمارات المقبلة.