واعتبر المتخصص في مجال الماء ضمن مداخلته أن المغرب بفضل مجموعة من المخططات، تمكّٓن من أن يكون نموذجا في مواجهة شح المياه، مضيفا أن الفضل يعود إلى سياسة السدود التي تبناها الملك الراحل الحسن الثاني، وكذا سياسة تدبير الماء ومواصلة تشييد السدود التي يسهر عليها شخصيا الملك محمد السادس، ومشيرا إلى أن المغرب بفضل الأعراف والقوانين وكذا التخطيطات الموجودة إذا ما نفذت بالشكل المطلوب، فإنه يمكن اعتباره نموذجا لمواجهة شح المياه، وبالتالي تحقيق الأمن المائي.
وذكّٓر الضحاك، في مداخلته ضمن المحاضرة الافتتاحية التي حضرها، على الخصوص، رئيس المجلس العلمي المحلي مصطفى بنحمزة، ورئيس ومدير المركز، وشخصيات أخرى، (ذكر) بالاستراتيجية الوطنية للماء التي أصدرها المجلس الأعلى للماء والمناخ (2009 – 2030)، وكذا المخطط الوطني للماء، والمخططين المندمج والمحلي، مبرزا أن الماء مؤطر تأطيرا جيدا من حيث الهيكلة والبرامج، مؤكدا أن الواجب الآن يتمحور حول مسألة تنفيذ هذه الاستراتيجية، ومبينا وجود ترسانة قانونية متكاملة، على رأسها قانون الماء 2016، والتي نفذت بتوجيهات ملكية في هذا الشأن.
واعتبر ذات المتحدث إن المغرب يتجه حاليا إلى نهج طرق جديدة لمواجهة الشح المائي، كاستعمال مياه البحر، وإعادة استعمال المياه العادمة، بالإضافة إلى الحكامة في استعمال المياه، وتحسين شبكة التوزيع، مبرزا أن المغرب إذا حقق نسبة 80٪ من المحافظة على جودة المياه (حاليا تجاوز نسبة 40٪) كما هو مخطط، فإنه سيتفوق على دول أخرى بما في ذلك المتقدمة في العالم.
وأشار الخبير المائي في هذا الصدد، إلى أن المغرب بنى حضارة في التعامل مع الماء منذ آلاف السنين، مبرزا في هذا الصدد أن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة، اعترفت للمغرب بهذه الحضارة المائية عندما صنفت، في نونبر الماضي، مناطق بواحات فكيك ضمن نُظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية، ومن ثم "فإن هذا النموذج يبين أن المغاربة استطاعوا تدبير أمر شح المياه بطريقة حضارية، يمكن أن يكون نموذجا يعمم في العالم"، حسب ذات المتحدث دائما.
ويناقش المؤتمر التاسع لمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، المنظم على مدى يومين حول موضوع “الأمن المائي وأسئلة الاستدامة”، بمناسبة الذكرى الـ20 لتأسيس المركز، مجموعة من المحاور المتعلقة أساسا بثقافة تدبير الماء في المجتمع المغربي، والتحولات المناخية وأثرها على الإمكانيات المائية، وكذا التداعيات الاستراتيجية لأزمة الماء.