منذ اندلاع الأزمة الروسية - الأوكرانية، أكبر مصدرين للقمح إلى المغرب، تساءل عدد من المحللين والمهتمين بالشأن الاقتصادي حول مصير المخزون الوطني، خصوصا وأن المغرب عرف هذه السنة تأخرا في التساقطات المطرية، ما تسبب في ضعف الإنتاج الوطني من القمح، لكن التساقطات الأخيرة لشهر مارس وبداية أبريل جاءت لتحد من أزمة الجفاف الخانقة التي خيمت على المملكة هذه السنة.
وانتقلت كاميرا Le360 إلى أحد الدواوير ضواحي مدينة برشيد المعروفة بزراعة الحبوب، لترصد لكم الفرق بين الأراضي المسقية وتلك التي كان يعتمد أصحابها على مياه الأمطار، ووفق ما استقيناه من عين المكان، فقد ساهمت التساقطات المطرية الأخيرة في إنعاش المحاصيل المسقية وتلك التي تمت زراعتها في شهر دجنبر فقط.
وبهذا الخصوص، قال أحمد بوكريزية، رئيس فدرالية منتجي الحليب والمنتجات الفلاحية، في تصريح لـLe360، إن "هذه السنة جافة ولم يسبق لها مثيل"، مشيرا إلى أن هذه التساقطات ستنعش الزراعة المتأخرة أو ما يسمى بلغة الفلاحين "المازوزي" وكذلك الأراضي المسقية، أما البورية أي التي زرعت في بداية موسم الحبوب وكانت تعول على مياه الأمطار فلا أمل بشأنها ولا يمكن إنقاذها.
وأشار إلى أن الأراضي المسقية كلفت الفلاحين حوالي 12000 درهم للهكتار الواحد، في حين كانت تكلفهم في السنوات الماضية 7000 درهم.
تصوير وتوضيب: سعيد بوشريط
وكان رشيد العناية، رئيس مصلحة إنجاز المشاريع بالمديرية الإقليمية للفلاحة ببرشيد، قد قال، في تصريح سابق لـLe360، إن التساقطات المطرية سيكون لها وقع إيجابي على نفسية الفلاحين والمزروعات التي مازالت في مرحلة النمو كالخضر والأشجار المثمرة، وكذلك الذرة التي تدخل في علف المواشي، مشيرا إلى أنها لن تفيد الحبوب لأن فترة نموها انقضت.
وأوضح المسؤول أن زراعة الحبوب تنطلق في شهر نونبر، وتعتبر الشهور الموالية دجنبر ويناير المعروفة بفترة "الليالي"، مهمة لهذه الزراعة ويجب ألا تشهد نقصا في المياه، إلى غاية وصولها لمرحلة السبولة أواخر شهر مارس، بالتالي فأي نقص في الأمطار خلال هذه الفترة من شأنه أن يتسبب في إتلاف المحصول وعدم نضجه.