وأبرزت المهندسة الفلاحية بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية، والمسؤولة عن برنامج الزراعات الجديدة إلهام عبيدي، في تصريح لـLe360، أن "الكينوا" هي نوع من الحبوب، وتعتبر من المحاصيل الصالحة للأكل، وتنتمي إلى الفصيلة القطيفية، مثل الشمندر والسبانخ وكوم العشب، مشيرة إلى أن الموطن الأصلي لهذه الحبوب هو أمريكا اللاتينية، وخاصة الشيلي وبوليفيا والإكوادور.
وتحتوي "الكينوا"، حسب ذات المتحدثة، على جميع الحموض الأمينية الضرورية، وبالتالي يمكن اعتبارها "بروتيناً" كاملاً، إضافة إلى توفرها على محتوى أقل كثيراً من الدهون، لذلك يصنفها خبراء التغذية حسب عبيدي، من حبوب الطاقة الغنية بالمغذيات الطبيعية المزوِّدة للجسم بالطاقة، وهو ما دفع المختصون إلى تسميتها بـ"أم الحبوب".
وأكدت المسؤولة الفلاحية أن هذه الحبوب تتميز بدورة نموها القصيرة، حيث لا تتعدى الأربعة أشهر في الغالب، إضافة إلى مردوديتها الكبيرة عند جنيها، وكذا عدم حاجتها للكثير من مياه السقي، وهو ما يجعل زراعتها ذات أهمية قصوى، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي يعرفها العالم، وخاصة المغرب، والذي يشهد موجة جفاف كبيرة في الموسم الفلاحي الحالي، مضيفة أن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية بدأ في تجربة زراعة هذه الحبوب بجماعة "لقصر" بإقليم جرسيف، وأتبعها بعملية مماثلة بدوار "حمرية" بإقليم بركان.
بدورها، نوَّهت سناء بوهرية، رئيسة تعاونية "الحمري" للتضامن والتنمية ببركان، في تصريح لميكروفون Le360، بهذه المبادرة الفلاحية، مشيرة إلى أن تعاونيتها تشتغل في تثمين الأعشاب الطبيعية، وصنع المربى، ومبينة أن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية اقترح عليهم زراعة "الكينوا" بأراضيهم، لما سيكون لها من وقع اقتصادي مهم على معاملات التعاونية مستقبلا.
وشدد الناشط البيئي ورئيس جمعية البيئة والإنسان نجيب بشيري، في تصريح لـLe360، على أن هذه الحبوب، بالإضافة إلى فوائدها الاقتصادية والاجتماعية والغذائية، لها فوائد بيئية مهمة، نظرا لحفاظها على الفرشة المائية من الاستنزاف، خاصة في هذه الظروف المناخية الصعبة.