هام لحاملي المشاريع.. كل ما يجب معرفته من أجل نجاح الاستثمار

يوسف كراوي الفيلالي رئيس المركز المغربي للحكامة والتسيير

يوسف كراوي الفيلالي رئيس المركز المغربي للحكامة والتسيير . DR

في 20/02/2022 على الساعة 08:00

بعدما تسببت جائحة كورونا في شل حركة جل القطاعات الحيوية بالمغرب على غرار باقي دول العالم، وفقدان عدد كبير من الأشخاص لوظائفهم بسبب الأزمة، اتجه عدد من المواطنين إلى الاستثمار في مشاريع صغير ومتوسطة.

وانتشرت بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، خلال السنوات الأخيرة، مجموعات تضم مئات آلاف المنخرطين، من الباحثين عن أفكار مشاريع صغيرة ومتوسطة يمكنهم الاستثمار فيها، فهل الوقت مناسب للاستثمار؟ وما هي القطاعات التي لا يشكل الاستثمار فيها خطرا في هذه الفترة؟ هذا ما سيوضحه لنا يوسف كراوي الفيلالي، رئيس المركز المغربي للحكامة والتسيير.

هل الوقت مناسب للاستثمار بالمغرب حاليا ؟

بعد فتح الحدود وتخفيف القيود الاحترازية وتحديد مؤشرات توحي باقتراب نهاية جائجة كورونا، فقد أصبحت الظرفية ملائمة للاستثمار في المغرب. إذ استعادت مجموعة من القطاعات أنشطتها الاقتصادية، لاسيما القطاع السياحي والمهن المرتبطة به. وفي هذا السياق، يتعين على السلطات الحكومية دعم مختلف القطاعات الاقتصادية المنتجة للخدمات أو السلع، وذلك لتشجيع رجال ونساء الأعمال على الاستثمار، سواء كانوا مغاربة أو أجانب، قصد تحقيق انتعاش اقتصادي ملموس.

وتبقى السلامة الصحية واستقرار الوضع الوبائي بالمملكة شرط رئيسي لضمان هذا الانتعاش، علما أننا نمر من سنة جفاف صعبة ستؤثر سلبا على النمو الاقتصادي والقيمة المضافة الفلاحية. ولهذا، يتوجب توجيه الاستثمارات الخصوصية وحتى العمومية لخلق الثروة وفرص الشغل، قصد تحسين النمو الاقتصادي وضمان التوازنات الماكرو اقتصادية للبلاد من جهة، والتنزيل السليم للنموذج التنموي المغربي من جهة أخرى.

ماهي المجالات الآمنة والتي لا تشكل خطرا كبيرا على المستثمرين الصغار والكبار؟

استحضارا لسياسة الأمن الغذائي والتي حث عليها ملك البلاد، فإن الاستثمار في الصناعات الغذائية أصبح من بين القطاعات الواعدة، بحيث سيمكن هذا النوع من الاستثمار من تغطية حاجيات المواطنات والمواطنين، وبالتالي تفادي تعبئة جزء مهم من العملة الصعبة في الواردات التي تثقل الميزان التجاري المغربي.

ومن جهة أخرى، يتعين مواصلة الجهود الاستثمارية في القطاع الصناعي (السيارات، السلع الإلكترونية، أجزاء الطائرات، الطاقات المتجددة...) قصد تحسين تنافسية النسيج المقاولاتي المغربي وجذب استثمارات أجنبية جديدة، ستمكن من تحسين الصادرات المغربية، وخصوصا تأهيل الموارد البشرية المغربية لأن الاستثمار في العامل البشري هو من سيمكن من تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وفعلية، لكي يصبح المغرب من بين الدول النامية.

ماهي النصائح التي يمكن تقديمها لحاملي المشاريع؟

أهم شيء في الاستثمارات الفردية أو الصغيرة هو دراسة جدوى المشروع، لأن المعرفة الجيدة لمناخ المشروع وطبيعة الساكنة أو الزبائن أساسية لإنجاح الفكرة. بحيث يتعين الاستثمار في القطاعات التي ستلبي طلبات وحاجات المواطنات والمواطنين اليومية، والمرتبطة بالاستهلاك، قصد ضمان عملية البيع وبالتالي تحقيق رقم معاملات يضمن استمرارية المشروع، لأن المشروع الذي لا يحقق مداخيل شهرية فهو مهدد بالإفلاس. وتبقى عملية التمويل أيضا أساسية، حيث يتعين على الدولة تشجيع هذا النوع من المشاريع الاستثمارية، عبر ضمان القرض الاستثماري وإرساء تسهيلات مرتبطة بسعر الفائدة ومدة التسديد. 

كيف يمكن أن يعرف الشخص أن مشروعه ناجح وفي الطريق الصحيح؟

الوثيقة الأساسية المتعين الاشتغال عليها هي خريطة الطريق المالية والتجارية والتي يتعين أن تجرد المصاريف الشهرية وكذا التوقعات المتعلقة بالمداخيل، أي المبيعات المتوقعة من خلال استطلاع رأي ميداني ومعلومات إحصائية علمية تمكن من معرفة الطلب والقدرة الشرائية للزبون، وكذا الجدوى من شراء البضاعة أو الخدمة ووقعها على الحياة اليومية للمواطن. 

تحرير من طرف فاطمة الزهراء العوني
في 20/02/2022 على الساعة 08:00