وسيمكن هذا الورش الملكي الاستعجالي، الذي يأتي في إطار تنزيل اتفاقية لتمويل وإنجاز مناطق للأنشطة الاقتصادية المتعلقة بوحدات الإنتاج التي لطالما شكلت خطرا على مهنيي النسيج، من توفير ما يفوق 353 وحدة صناعية بعد أن رصد له غلاف مالي إجمالي يفوق 400 مليون درهم.
ومن شأن هذه المبادرة الملكية، التي تم التأشير عليها بعد فاجعة معمل طنجة العام الماضي، تعزيز البنى التحتية لمشاريع طنجة ذات الصلة بالنسيج، لتكون نموذجا اقتصاديا هاما سيساهم من خلاله قطب منطقة طنجة البالية الذي تفوق مساحته 12.5هكتار، وقطب منطقة العوامة بمساحة 14 هكتار، وقطب منطقة بني واسين التابع لإقليم الفحص أنجرة ومساحته 5.8 هكتارات، من توفير ما مجموعه 353 وحدة خاصة لفائدة المستثمرين والعاملين في مجال النسيج.
ويروم مشروع طنجة الذي تشرف عليه وكالة تنمية أقاليم الشمال بشراكة مع وزارة الداخلية، والذي يأتي تبعا لتنزيل الاتفاقية الإطار الموقعة لتمويل وإنجاز مناطق الأنشطة اقتصادية المتعلقة بوحدات الإنتاج التي تشكل خطرا وتستوجب إعادة التوطين، القطع نهائيا مع المعامل السرية المنتشرة بعدد من أحياء طنجة والتي لا تحترم فيها أدنى معايير شروط السلامة.
وقد اختارت وكالة تنمية أقاليم الشمال عدد من الأوعية العقارية لإنشاء المشروع الملكي الهادف لإعادة هيكلة وتنظيم قطاع النسيج خاصة بالجهة الذي يشغل يد عاملة كبيرة، خصوصا مع تنامي ظاهرة إنشاء معامل سرية للنسيج والأنشطة الموازية وسط الأحياء.
وتشكل أقطاب طنجة الثلاثة التي تبلغ مساحاتها الإجمالية 32.3 هكتار، فرصة لامتصاص البطالة عبر خلق حوالي 20 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر، إذ تنتصب هذه الأقطاب الصناعية بعيدا عن وسط المدينة وذلك تفاديا الازدحام المروري وهو ما سيمنح لها الريادة في تعزيز القطاع النسيجي بالمدينة والجهة التي يشكل فيها نواة شغل هامة.
وستقدم الدولة تحفيزات لفائدة المستثمرين والشركات العاملة في القطاع على مدى سنتين، إذ ستساهم بنسبة مهمة موجهة لكراء المحلات تصل نسبة التمويل لها 50 في المائة، فيما ستساهم بنسبة 30 في المائة كتمويل خاص مقدم للعاملين والمستثمرين لشراء المعدات.
وتوجد بالمغرب الآلاف من الورشات العشوائية المنتشرة، فإذا كان الشق المهيكل لقطاع النسيج والملابس، والذي يقدر بـ1100 وحدة صناعية، يشغل ما يقرب من 160 ألف شخص، حسب إحصائيات الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة، فإن الشق غير المهيكل من هذا القطاع يشغل أزيد من 185 ألف مستخدم، وبالتالي فهو يؤمن حوالي 27٪ من مناصب الشغل الصناعية، كما يساهم القطاع بنسبة 24٪ من صادرات السلع المغربية وما يصل إلى 7٪ من القيمة المضافة الصناعية و5٪ من الإنتاج الصناعي و5٪ من حجم الرواج التجاري.
وتحتضن مدينة طنجة أكثر من 300 مصنع وورشة في قطاع النسيج والألبسة تتعامل مع شركات عالمية كبيرة، بينما تحتضن الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمملكة، العدد الأكبر من المصانع والأوراش في هذا المجال.