توقفت حركة العمل بمحطة تهدارت للطاقة الحرارية، التي توجد على بعد 30 كيلومترا من جنوب مدينة طنجة، منذ يوم 31 أكتوبر الماضي، عقب القرار الأحادي الذي اتخذه النظام العسكري الجزائري الطاعن في السن، القاضي بقطع إمدادات الغاز الطبيعي المغرب العربي - أوروبا الذي يمر عبر الأراضي المغربية.
المحطة الحرارية الأكبر في إفريقيا، والتي تشغل نحو 85 عاملا، غالبيتهم بعقود موقعة مع شركات إسبانية وشركة سيمانس الألمانية والمكتب الوطني للكهرباء، هي المنشأة الطاقية التي دُشّنت سنة 2005، وخضعت في سنة 2018 لعملية توسيع وتحديث شاملة، أشرفت عليها سيمانس إلى جانب خبراء طاقة، كما تتوفر على قدرة إنتاجية انتقلت بعد الصيانة من 380 ميغاوات إلى 400 ميغاوات.
وفي وقت يبق فيه السؤال مطروحا حول المصير الذي ينتظر اليوم هذه المحطة الحرارية الكبرى بافريقيا، سبق لكل من المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، أن أوضحا، في بلاغ مشترك قبل أسبوع، أن القرار الأحادي الذي اتخدته الجزائر لن يكون له حاليا سوى تأثير ضئيل على أداء النظام الكهربائي الوطني.
وأوضح المكتبان، في بلاغهما، أنه نظرا لطبيعة جوار المغرب، وتحسبا لهذا القرار، فقد تم اتخاذ الترتيبات اللازمة لضمان استمرارية إمداد البلاد بالكهرباء، مبرزا أنه تتم حاليا دراسة خيارات أخرى لبدائل مستدامة، على المديين المتوسط والطويل.
وفي سياق متصل، أوضحت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أن المغرب أنتج سنة 2020 حوالي 98 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، لكنها تبقى كمية ضعيفة.
وأشارت الوزيرة، خلال الجلسة العمومية للأسئلة الأسبوعية الشفوية بمجلس النواب، الاثنين الماضي، إلى أن الإنتاج الوطني من الغاز الطبيعي سيرتفع إلى 110 ملايين متر مكعب خلال السنة الجارية.
وبخصوص استغلال مصادر الطاقات المتجددة، كشفت الوزيرة بنعلي أن المغرب يستغل حالياً 50 مشروعاً من الطاقات المتجددة بقدرة إنتاجية تناهز 3950 ميغاوات، تمثل 37 في المائة من القدرة الكهربائية الإجمالية وتساهم في تلبية 20 في المائة من الطلب على الطاقة الكهربائية.
وسيعتمد المغرب في الفترة الثانية (2026-2030) مخططا أخضر يرتكز على نسبة 100 في المائة من مصادر متجددة حيث تمت برمجة إنجاز قدرة إضافية تناهز 5200 ميغاوات، فضلا عن برمجة مشاريع مرنة لإنتاج الكهرباء خلال هذه الفترة بهدف مواجهة الطبيعة المتذبذبة للمصادر المتجددة وخاصة محطة توليد الطاقة عن طريق الضخ وكذا أنظمة تخزين الطاقة بالبطاريات.