صلاح الدين مزوار غاضب جدا. وهو يشعر أنه ضحية هجمة يقودها عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة. وقال مزوار في تصريح لـLe360: "لقد فوجئت بتصريحاته في البرلمان التي يشير فيها إلى تدخلي من أجل تعديل الرسوم الجمركية على البوليستر، في حين أني لم يكن لي أي تدخل في هذه القصة التي لم أكن على علم بها".
غير أن رئيس الأصالة والمعاصرة حاول التخفيف من هذه التصريحات. وصرح لنا وهبي بدوره، قائلا: "لقد قلت فعلا إنه مع الرئيس السابق للاتحاد العام لمقاولات المغرب الذي يستثمر في قطاع البوليستر، نعيش نفس السيناريو الذي عشناه مع مولاي حفيظ العلمي في ما يتعلق بالتأمين. لم أتحدث قط عن الضغط على البرلمانيين. علاوة على ذلك، لم يدافع أي مسؤول منتخب عن مزوار، سواء كان ينتمي للتجمع الوطني للأحرار أو للاتحاد العام لمقاولات المغرب".
بدأ كل شيء بالتعديل الخاص بحقوق الجمارك على ألياف البوليستر الأساسية الذي تم تقديمه أثناء التصويت على مشروع قانون المالية 2021 في مجلس المستشارين. ورأى النائب وهبي في هذا التعديل - الذي قدمته فرق الأغلبية والفريق الاستقلالي وكذا فريق الاتحاد العام لمقاولات المغرب- هدية ضريبية للاستثمار الجديد لصلاح الدين مزوار.
واعترف مزوار قائلا: "صحيح أنني أحد المساهمين في شركة تستثمر في إعادة تدوير الزجاجات البلاستيكية لتحويلها إلى رقائق وخيوط بوليستر".
الشركة المعنية بالأمر ليست سوى شركة "دوليسين" (Dolicen)، وهي شركة جديدة تابعة لشركة "دوليدول" تم إنشاؤها مع الوزير السابق، الذي جلب معه مجموعة كورية متخصصة بالإضافة إلى حصته في رأس مال هذه الشركة التي تصل إلى 20 مليون درهم. وأوضح صلاح الدين مزوار قائلا: "لم تؤخذ قصة حماية أو زيادة الرسوم الجمركية بعين الاعتبار. نتوقع تحقيق ربح يبرر هذا الاستثمار. علاوة على ذلك، أنا لست من أولئك الذين يعتقدون أن الإجراءات الحمائية تحل مشاكل الصناعة المغربية".
على أي حال، فإن هذا التعديل الخاص برفع رسوم الاستيراد على البوليستر رفض في القراءة الثانية في مجلس النواب، مما أثار استياء المهنيين. وندد عبد السلام لعلج، المدير العام لشركة "فاماكولور" الرائدة في صناعة البوليستر، في تصريحات للصحافة، أن "إلغاء الزيادة في الرسوم الجمركية (من 2,5 في المائة إلى 17,5 في المائة) يتعارض مع مبدأ حماية الإنتاج المحلي".
وقال هذا المدافع بحماس على إجراء الرفض "يتعارض مع الجهود المبذولة للتحكم في الواردات، ولا سيما من خلال تحسيس المشغلين لإبطاء وثيرة الواردات وزيادة رسوم الاستيراد المعمول بها في العديد من القطاعات".
وتم حسم هذا الموضوع بالتصويت النهائي على الميزانية. غير أن مزوار ووهبي لم يتحادثا مباشرة حول هذه القضية. يقول مزوار: "اتصلت بوهبي، غير أنه لم يجب على اتصالاتي. إذا لم تكن لديه الشجاعة لمواجهة الشخص الذي يتهمه، فذلك لأنه يعرف بأن تصريحاته تهدف إلى تحقيق غايات أخرى".
وأكد لنا وهبي أنه رفض بالفعل الرد على تصريحات خصمه السياسي السابق. "فلينادي إلياس العمري كما كان يفعل من قبل"، يقول الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي يبدو أنه يجعل الجدل السياسوي والكلمات الصغيرة الجارحة كمحور لحملته الانتخابية المستقبلية.
فهد عراقي ومحمد بودرهم
