وقال عمر آيت الحسن، رئيس اتحاد إمال لجمعيات جماعة تالوين، في تصريح لمراسل Le360، إن الجماعة الحضرية لتالوين تفتقر منذ سنوات طوال لقنوات الصرف الصحي ما يجعل ساكنة بلدة الذهب الأحمر تعاني الأمرين مع تسرب المياه العادمة نحو مساكنها وتحوّل شوارع المدينة إلى ما يشبه "شلالات تحمل رائحة تزكم الأنوف".
وأضاف المتحدث أن أضرار انعدام تطهير السائل بالمنطقة امتدت نحو الفرشة المائية التي أصبحت تتغذى على المياه العادمة ما يشكل خطرا كبيرا على صحة الساكنة ويهدد سلامتها الجسدية، مشيرا إلى أن المجلس الجماعي سبق وأن اقترض نحو 6 ملايين درهم لتنزيل مشروع تطهير السائل على أرض الواقع إلا أن مصيره كان دائما التأجيل إلى أجل غير مسمى.
وطالب المتحدث الجهات المسؤولة بالتسريع من وثيرة إنجاز هذا المشروع الذي سينهي معاناة الساكنة مع الروائح الكريهة ويشجع السياحة الداخلية والخارجية بالمنطقة التي تتوفر على مؤهلات كبيرة جديرة بالزيارة والاكتشاف، مشددا على أن تنمية تالوين ذات الكثافة السكانية الكبيرة مرتبطة بمعالجة هذا المشكل القائم.
من جانبه، أوضح، نور الدين ويسادن، رئيس جمعية التجار والمهنيين الحرفيين بتالوين، في تصريح لـLe360، أن مدينة تالوين، تواجهها أيضا إشكالية الماء الصالح للشرب بسبب تغير طعمه نتيجة نقص حاد في جودته، وكذا غلاء فاتورته على غرار نظيرتها في الكهرباء، مطالبا الجهات المعنية بالتدخل وإيجاد حلول ناجعة لهذه الأزمة التي تكون لها تداعيات سلبية على الدخل الفردي للساكنة ولقدرتها الشرائية.
وسجل عبد الله أحويض، الفاعل الجمعوي بتالوين، في تصريح لـLe360، الاكتظاظ الحاصل على مستوى الأقسام الداخلية بالثانويتين التأهيليتين، محمد السادس وابن ماجة، ونفس الشيء بالنسبة لدار الطالب والطالبة، مؤكدا أن الحل يكمن في إنشاء إعداديات جديدة وفتح الجذوع المشتركة على مستوى الإعداديات المجاورة لامتصاص هذا الاكتظاظ، منبها إلى قلة المنح الجامعية المخصصة لأسر الجماعات التابعة لدائرة تالوين.
بدوره، أكد إبراهيم توفيق، أستاذ باحث، في تصريح لـLe360، أن المنطقة تفتقد أيضا لعدد من المرافق الثقافية، مشيرا إلى وجود بعضها لكن بأبواب مغلقة كما هو الشأن بالنسبة لمجمع الصناعة التقليدية الذي سيلعب دورا كبيرا في تحريك العجلة الاقتصادية والسياحية، مسجلا افتقار المركب السوسيو-ثقافي لمجموعة من الحاجيات الأساسية، من ضمنها إدارة متمكنة مستمرة.
ونبه المتحدث إلى عائق التقاضي الذي يقض مضجع الساكنة، إذ تكون ملزمة بالتنقل إلى أكادير للحصول على الوثائق التي تحتاجها ما يكبدها خسائر مادية فادحة أمام الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيش فيها، مطالبا الوزارة الوصية بالتدخل لإنصاف المنطقة في هذا الجانب.
لحسن آيت همو، الفاعل الجمعوي بدائرة تالوين التابعة لها 16 جماعة ترابية، أبرز في تصريح مقتضب لمراسل Le360، أن المنطقة كانت تتوفر على مستشفى محلي قبل أن يتم تحويله إلى مجرد مركز صحي من الدرجة الأولى، مضيفا أن الجهات الوصية على القطاع الصحي كانت قد برمجت مستشفى تالوين سنة 2018 وجرى تأجيل إنجازه إلى سنة 2020، مطالبا الوزارة بالتسريع في مباشرة أشغال هذا المركز الاستشفائي الذي ستستفيد منه أزيد من 140 ألف نسمة.
وتابع المتحدث قائلا:"هنالك محسنون أبدوا استعدادهم بالتبرع ببقع أرضية لتشييد هذا المشروع، لذلك وجب التسريع بإنجازه لكون المنطقة لا تزال تعاني من وفيات النساء الحوامل والرضع".
ولا يعقل، يضيف آيت همو، "أن تكون 89 جماعة تابعة لإقليم تارودانت في آن واحد، يلزم المسؤولين اليوم قبل الغد التفكير في تقسيم ترابي يستجيب لتطلعات الساكنة، من خلال إحداث عمالة جديدة لما بدائرة تالوين لتجاوز المشاكل التي تتخبط فيها جماعات الإقليم التي تحتضن ساكنة هامة".
جدير بالذكر أن جماعة تالوين وضواحيها تعد المنطقة الأولى على الصعيد الوطني من حيث الإنتاج لمادة الزعفران أو الذهب الأحمر كما يحلو للبعض تسميته، وتقوم بتصديره نحو الأسواق الداخلية والخارجية لكنها لا تزال تعيش التهميش وعلى وقع مجموعة من المشاكل المشار إليها سلفا.
وتجدر الإشارة إلى أن Le360 حاول الاتصال برئيس جماعة تالوين، إلا أن الأخير ظل بعيدا عن الساحة.