وتعود قصة وفكرة إنشاء هذا المتجر المميز، حسب ما صرحت به صاحبته نوال صوتي لموقع Le360، إلى الظروف الاجتماعية القاسية للنساء خصوصا في مدينة العيون سيدي ملوك، مبرزة أنه حلم تحقق بتظافر جهود مشتركة مع جمعية "إيفا" بفرنسا، وجمعية الياقوتة التي ترأسها بالعيون، وثمرة عمل شاق سهرت عليه رئيسة "إيفا" شقيقتها أسماء، وذلك لأجل النهوض بأوضاع المرأة ورضيعها، عن طريق حملات توعوية وصحية، وكذلك مرافقتها والوقوف معها حتى تستطيع أن تربي أجيال الغد.
وأضافت رئيسة تعاونية وجمعية الياقوتة أن المتجر التضامني هو لبنة من مشروع اجتماعي كبير، للمساهمة في تحسين وضعية المرأة والطفل، حيث يصبو إلى مساعدة النساء في أصعب مراحل حياتهن، ألا وهي مرحلة الحمل والولادة وما يترتب عنها، مبينة أنه يمكن للنساء اقتناء كل ما يلزمهن من الولادة وحتى سنتين بعدها.
وعبرت سناء عن فرحتها بيوم تدشين وافتتاح هذا المشروع الخيري المميز، والذي شارك فيه عامل إقليم تاوريرت على رأس وفد رسمي كبير، معتبرة ذاك اليوم أنه عرس تضامني وبهجة وفرحة لنساء العيون سيدي ملوك، وبصيص أمل لهن، في وقت تعيش فيه المدينة أزمة اجتماعية واقتصادية خانقة على غرار مدن ومناطق جهة الشرق.
واسترسلت سناء في حديثها لموقع LE360، حيث ذكرت أن بقدر ما أسعدها الإقبال الكبير للنساء على المتجر ومحتوياته، بقدر ما أحزنها ذلك، لأنه حسب تعبيرها يعكس الوضعية الهشة والفقيرة والحالة الصعبة التي تعيشها نساء المدينة، مبينة أنها تحاول توعية النساء وزرع فيهن روح التضامن، بمطالبتهن بالاحتفاظ جيدا على ما يقتنينهن من ملابس وأحذية حتى تتمكن أخريات من الاستفادة منها، وكذا دعوتهن للتفرغ لتربية أطفالهن تربية حسنة.
وأشارت سناء إلى أن المتجر بالإضافة لكونه متجرا تضامنيا، فهو فضاء للحفاظ على البيئة، تماشيا مع تطلعات بلدنا في هذا الموضوع، حيث يحفز المشروع على إعادة تدوير المحتويات للحفاظ عليها مع مراعاة شروط النظافة، مشددة على أن فعل الإحسان لا يتطلب الشيء الكثير، فمن لا شيء يمكن للإنسان أن ينشئ أشياء، يلزمه في ذلك فقط العزيمة والإرادة والعمل والصبر.
ويحتوي الفضاء التضامني على المئات من قطع الملابس للأطفال، ذكورا وإناثا، تناسب الرضع من الولادة وحتى بلوغ سنتين، حيث حرصت سناء على صف الأحذية بالطريقة نفسها التي تتم في المحلات التجارية، قائلة أن فلسفة تنظيم المتجر تتمثل في الرغبة في عرض المحتويات بهذه الطريقة حتى لا تشعر النساء بأننا نتصدق عليهن ونهدر كرامتهن، مبرزة أنه في ركن آخر من المتجر، تم وضع الأغراض المكملة كعلب الحليب والحفاظات وزجاجات الرضاعة، وحتى مقاييس الحرارة عند الأطفال، فيما عربات الأطفال وناقلات الرضع اليدوية وحتى المهود المتوافرة لدى المحل وضعت في مكان آخر مجاور للمحل حتى لا تفقد للمحل رونقه.
وبينت رئيسة تعاونية الياقوتة أن التعاونية استطاعت في ظرف وجيز على تأسيسها أن تبصم على إنجازات عديدة في مجال النهوض بالمرأة، حيث تمكنت من تأطير أزيد من 160 امرأة وإدماجهن في سوق الشغل، بتعليمهن الخياطة والطرز ومختلف الخدمات.