هنا البداية
استثمارات ضخمة لمشاريع تدخل في اطار مشروع الخط الفائق السرعة، ممرات، وقناطر بينها الاكبر في العالم، الى جانب محطات هي الاخرى الاكبر في افريقيا، كل ذلك كان بفضل مراحل تلت عملية الاشراف الفعلي للمغرب على المشروع الى جانب فرنسا بعد توقيع اولى احرف الاتفاق مع الرئيس الفرنسي ساركوزي، وبعدها زيارات تفقدية لفرنسوا هولاند سنة 2015 الى جانب الملك محمد السادس.
انطلقت الاشغال بالمشروع الكبير بعد دراسات مهمة، مشروع كلف حوالي 23 مليار درهم ،ومولت فرنسا 51 في المئة من المشروع بواسطة قروض مختلفة، فيما مول المغرب 28 في المئة منه، وتوزعت 21 في المئة المتبقية بين صناديق عربية بينها السعودية والكويت والإمارات، وبعدها وفرت المجموعة الفرنسية ألستوم 12 عربة من طابقين تصل سعتها إلى 533 مسافرا.
تجارب ناجحة
مباشرة مع الانتهاء من الاشغال الكبرى للخط السككي من طنجة الى مدينة الدار البيضاء، انطلقت اشغال التجارب، تجارب على طول الخط السككي فائق السرعة كانت جلها ناجحة وتم الوقوف خلالها على اهم المحطات الاساسية قبل الانطلاق الى سرعة تفوق 350 كيلومترا قطع فيها القطار السريع 320 منها بسرعة 180 كيلومتر في الساعة انطلاقا من طنجة حتى القنيطرة، ثم تنخفض سرعته بعد ذلك إلى 160 كيلومتر في الساعة.
تجارب كانت مهمة قبيل اشهر من تدشين الخط السكك فائق السرعة، وخلالها وفي احدى المرات فاقت سرعة القطار ازيد من 365 كيلومتر في الساعة بعد وصوله الى ضواحي مدينة اصيلة، الامر الذي وضع المغرب في مصاف الدول المتقدمة في مجال السرعة السككية.
"البراق " والتصميم
في ال12 يوليوز2018، اعلن رسميا ان الملك محمد السادس اطلق إسم "البراق"على القطار الفائق السرعة الرابط بين طنجة والدار البيضاء، بلاغ صادر عن المكتب الوطني للسكك الحديدية تحدث على ان إسم البراق المستوحى من الدابة المجنحة يستحضر "السرعة والسفر، ويعكس القيم الثقافية القوية لمشروع طموح وضخم يمثل اليوم فخر الأمة، مشيرا إلى أن "قطار البراق" الحامل لقيم الحداثة، التقدم والابتكار، هو مرآة لبلادنا التي تتجه بثبات نحو بناء مستقبل أفضل".
وفي ذلك اليوم اعلن ايضا ان المكتب الوطني للسكك الحديدية اطلق مباراة لتصميم شعار قطار البراق فائق السرعة، وفتحت في وجه جميع المبدعين المغاربة الذين تركوا بصمات الابداع على مشروع أنجز من طرف المغاربة ومن أجلهم.
الطالب المغربي الذي يتابع دراسته بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ، رشيد بودرقة، ابن اقليم اشتوكة آيت باها، حصل بالجائزة الأولى الخاصة بأفضل تصميم لشعار القطار فائق السرعة "البراق"، تالق وحصلت فكرته على القبول بتصويره لتصميم الشعار قبل أن يباشر عملية الانجاز والتي استغرقت 48 ساعة، ولينال بذلك قيمة مالية قدرها 30 ألف درهم.
لحظة الانطلاقة
الثانية والنصف بعد زوال يوم الخميس 15 نونبر 2018، سيكون يوما تاريخيا للمغرب وللقارة الافريقية بامتياز، في تلك اللحظة انطلق القطار السريع البراق من محطة طنجة الى محطة الرباط ،الملك محمد السادس وبحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أشرف على تدشين أوّل رحلةٍ للقطار السريع الأوّل في أفريقيا.
حفل الانطلاق حضرته شخصيات من عالم المال والاعمال،كما انه حضي بتغطية اعلامية عالمية واسعة ، باعتبار المشروع هو الاول في افريقيا، وكان محط انظار العالم في السنوات الاخيرة مباشرة بعد اعلان المغرب وفرنسا عن انجازه .
صدمة التذاكر
في وقت ساد فيه ترقب كبير حول طرح أولى اثمنة التذاكر الخاصة بالقطار السريع البراق للبيع بعد الافتتاح والتدشين الرسمي للخط ، جاء اعلان المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، ربيع الخليع، من طنجة، ليدحض كل التكهنات عبر اعلانه أن " أسعار تذاكر الرحلات بالقطار الفائق السرعة "البراق" تعتبر "في المتناول بشكل كبير".
وحسب شبكة أسعار التذاكر "المتغيرة" التي فاجئت المغاربة،تم الكشف مثلا ان سعر تذكرة الرحلة بين طنجة والدار البيضاء في الدرجة الثانية ستتراوح بين 149 درهما خارج أوقات الذروة و187 درهما في الأوقات العادية و 224 خلال أوقات الذروة.
اثمنة جعلت المكتب الوطني يراهن في المغرب على بلوغ سقف ستة ملايين مسافر في أفق ثلاث سنوات من بدء تشغيل الخط.
