واعتبرت ماري نيلي، خلال مائدة مستديرة نظمت بمبادرة من مكتب المؤسسة المالية العالمية بالرباط حول موضوع " الابتكار في التربية أية مدرسة للمستقبل؟"، أن المغرب يخصص تمويلا هاما للتربية، غير أن الجزء الأكبر من هذا المال يوجه للمدرسين ولا يظل سوى جزء قليل للموارد البيداغوجية والبنيات التحتية وإصلاح النظام التربوي.
وحسب المسؤولة المالية، فإن إصلاح التربية يعد مسارا طويل الأمد، فمن أجل النجاح في رفع هذا التحدي، من الضروري تحسين جودة تكوين المدرسين، وتعبئة الآباء ومكافحة الانطلاق المتأخر للدراسة وتطوير استراتيجية للتربية.
كما أشارت إلى أن المغرب نجح في ضمان الولوج الشامل للسلك الابتدائي، سواء بالنسبة للإناث أو الذكور، مضيفة أنه يتعين أيضا بذل جهود لتحسين ولوج التلاميذ للتعليم الثانوي، الذي يقتصر على نسبة 80 بالمائة في الوسط الحضري و40 بالمائة في الوسط القروي.
من جهتها، استعرضت المندوب العام لـ"إنجاز المغرب" أمينة ناصري، مختلف المبادرات التي تم إطلاقها في إطار هذا البرنامج لفائدة شباب مؤسسات التعليم العمومي، بهدف إطلاعهم على قيم المقاولة، والاستثمار والابتكار، موضحة أن الهدف من البرنامج يتمثل في تحفيز الشباب على التعلم من خلال تزويدهم بالوسائل اللازمة للابتكار والإبداع.
وأوضحت أن هذه المبادرات تروم أيضا إلهام الشباب وتغيير تصوراتهم عن القطاع والمدرسة العمومية، وتسهيل توجيههم من خلال تنويع مصادر التأطير خارج المسار الأكاديمي والتكوين وتطوير شخصيتهم والثقة بالذات، داعية مختلف المتدخلين إلى الثقة في قدرات الشباب الذين يمثلون "أملا جديدا بالنسبة للمغرب"، و"صورة مشرقة للبلد" والانخراط في العمل التطوعي في إطار هذا البرنامج المخصص لهم.
من جانبها، قدمت العميدة السابقة لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بعين السبع بالدار البيضاء، جميلة ستار، عرضا حول التحديات التي تواجه الجامعة العمومية، مسجلة أنه من أصل 213 ألف و449 طالب مسجلين بهذه الكلية في 2015، فإن 183 ألف و564 طالب رسبوا في السنة الأولى.
وفي معرض التذكير بأن "الجامعات لا يجب أن تكون مصنعا للبطالة"، استعرضت السيدة ستار مجموع الإجراءات التي اتخذتها الكلية لتجاوز الثغرات، خاصة الاستقبال المخصص لكل طالب بغية توجيهه نحو مسار أكاديمي ملائم لمستواه، والتأهيل اللغوي، وإدراج الأنشطة الثقافية والفنية ضمن التكوين وكذا الأنشطة المواطنة وتكنولوجيا الإعلام والاتصال، مضيفة أنه تم إدراج وحدة إجبارية حول "التواصل والمواطنة".
كما دعت العميدة السابقة إلى إدراج الكلية ضمن شبكة للشراكة ترتبط بالمقاولات، من أجل تمكين الطلبة من الانفتاح على المحيط الخارجي والمقاولة وإعدادهم لسوق الشغل.
وتهدف هذه المائدة المستديرة، المنظمة في إطار الأنشطة التحسيسية للبنك العالمي حول القضايا الاستراتيجية للتنمية، تعبئة وتحسيس الأطراف المعنية من خلال تقديم أرقام وسبل للإصلاح كفيلة بتطوير ورش إصلاح التربية والتعليم بالمغرب.
كما تعرف تنظيم العديد من الندوات حول سبل التفكير بشأن الابتكار في المدرسة، ومنها " تقديم تجربة إنجاز المغرب " (إدراج دروس حول المقاولة في المناهج العمومية) و" جعل الكلية جسرا نحو المستقبل " و" مشروع المقاومة الاجتماعية: مبادرة تمكين" شبكة المؤسسات الثانوية العمومية).