تجارة الجلباب الرجالي، تشهد ارتفاعا ملحوظا خلال شهر رمضان المبارك، وفق ما أكده عبد اللطيف طاوس من جمعية تجار القيساريات (الأسواق المحلية) في سلا.
هذا الرجل الثمانيني، يُعد شخصية معروفة في سلا، حيث ينتمي إلى عائلة عريقة، ويمثل هذا الجيل من الحرفيين-التجار الذين يعتبرون المهنة أكثر من مجرد مصدر للرزق: إنها نقل للمعرفة، إرث عائلي، وأشبه بالمقدَّس.
لعدة عقود، امتلك متجرا في قلب المدينة التاريخية، وسط الأزقة المتعرجة المشبعة بتاريخها وعبق التوابل، حيث لا تزال أصداء الحرفة التقليدية تتردد.
يقول عبد اللطيف بحزن واضح: الزمن تغير، «لم تعد المدينة كما كانت». فالمكان، الذي كان نابضا بالحياة ومرحبا، أصبح بالنسبة له قديما، مشبعا بالمحلات، ومزدحما بحركة المرور.
وأضاف: «حتى العثور على مكان لركن السيارة أصبح معاناة يومية». ولهذا السبب، قرر الانتقال إلى حي بطانة الذي تم تجديده، وهو منطقة أكثر حداثة وتنظيما، ويستقطب زبائن جدد، غالبًا من فئة الشباب الأكثر حركة.
لكن على الرغم من هذا التغيير، هناك شيء لم يتغير، الإقبال على الجلباب المغربي «لم يعرف أزمة من قبل، في رمضان أو خارجه دائما ما يُباع، إنه جزء من هويتنا وحياتنا اليومية».
في متجره المنظم بعناية، تُعرض الأقمشة كما لو كانت أعمالا فنية، تتقدمها مجموعة متنوعة من الجلابيب، بدءً من النماذج البسيطة المصنوعة من الصوف، إلى التصاميم الحديثة، وحتى القطع الأنيقة المطرزة يدويا. لكنه لا يقتصر على ذلك: فالجلاليب تُكملها البلغة التقليدية، والطرابيش الفاسية الشهيرة، والتي يتم اختيارها بعناية فائقة.
بالنسبة لعبد اللطيف طاوس، هذه الملابس ليست مجرد سلع: إنها شظايا ثقافة، رموز للأناقة المغربية يتم تناقلها من جيل إلى جيل.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا