في هذه الحلقة نتوقف مع المخرج السينمائي سعد الشرايبي عند أول فيلم شاهده في حياته وكيف استطاع هذا العمل السينمائي المُبكّر أنْ يؤثر في حياته المهنية كمخرج. فقد أسهمت بعض الأفلام الرومانية التي كانت تُعرض في طفولته صباح كل يوم أحد في شحذ وجدانه وذاكرته، وتجعله يُطلق العنان لها من ناحية التفكير والحلم. ويرى صاحب « الميمات الثلاث » بأن هذه الأفلام كانت في الغالب تعرض يوم الأحد وكأنّها أفلامٌ موجهة لفئة معينة وهم الأطفال، في حين كانت تُعرض أفلام أخرى عالمية في أوقات معينة من الأسبوع.
جدير بالذكر أنّ المخرج السينمائي سعد الشرايبي، يُعد واحداً من المخرجين الذين صنعوا مجد السينما المغربية. وذلك بأفلامٍ مختلفة من ناحية الكتابة والتخييل. فأفلامه تكاد تكون مُلتزمة ولها ما يُميّزها من الناحية الفكرية ودائماً ما يكون وقعها كبيراً على الأجساد. بحكم ما تطرحه من أسئلة قويّة ذات صلة بالمجتمع المغربي وتحوّلاته. وتتميّز أفلامه بانشغالات مكثفة على التاريخ والذاكرة والسياسة والمجتمعات، وهي عناصر فكرية تكاد تُسيطر على مُجمل أعمال سعد الشرايبي وتدفعه إلى نسج صداقة فكرية مع الواقع. هذا الأخير، يغدو مختبراً للتجريب البصري المُولّد للصُوَر والمشاهد والأفكار.