ويأتي هذا الإصدار حسب غلاف الرواية « بعد جزيرة الغروب، لتسليط الضوء على مرحلة مهمة من تاريخ المغرب، مرحلة حافلة بأحداث مأساوية(بدء بالاستيلاء على الجزائر، ومروراً بهزيمة معركة إسلي ونكسة مغامرة الأمير عبد القادر، وانتهاء بفرض الحماية على المغرب سنة 1912). أبطال هذه الملحمة شخصيات من لحم ودم، سلاطين مهزومون يخلع بعضهم بعضاً، وحاشية متسلطة بلا رؤية إلى أفق البلاد أو موقف تجاه المتربصين بها، وقناصل متنطعون يتصيدون الفرص لإغراقها، وجواسيس يجوبونها طولاً وعرضاً يدرسون كل كبيرة وصغيرة، وشعب مستكين ينظر بحسرة إلى آماله ومصائره تتحطّم على صخرة العجز والوهن ».
وعن أهمية ترجمة روايات الكاتب الفرنسي جيلبير سينويه، فيقول جليد في حوار سابق لنا معه بأنّ « سينويه كاتب فرنسي من أصل عربي يهتم في رواياته أساسا بتاريخ البحر الأبيض المتوسط، بشخصياته وأحداثه التاريخية البارزة، وحضاراته البائدة وإمبراطورياته ومماليكه الآفلة، وتحولاته العنيفة القديمة والحديثة، وآلهته وملوكه وأساطيره، الخ. عوالمه تاريخية بامتياز، وأبطاله شخصيات بصمت تاريخ هذا الفضاء بصمة خاصة، منها مثلا أخناتون والمسيح، ابن سينا وابن رشد والسلطان إسماعيل والزعيم جمال عبد الناصر، الخ. ولا تخرج ثلاثية « إن شاء الله » عن هذا ‘الخط الإبداعي ».
يضيف « وتكمن أهمية هذا الاهتمام، من جهة، في توظيف التاريخ لكتابة الرواية، أو ما يسمى في مجال النقد الأدبي بـ'التخييل التاريخي'، إذ أخذ هذا الاختيار ينتشر في صفوف الأدباء ويحظى بإقبال القراء كذلك؛ ومن جهة ثانية، في طريقة اشتغال الكاتب على هذا التاريخ، إذ يقدم أحداث رواياته بطريقة بسيطة تخلو من تعقيدات التجريب في الرواية. وأظن أن هذا الاختيار هو ما يجعل أعمال سينويه تُقرأ على نطاق واسع ».