يحرص هذا الكتاب على قراءة وتأمّل الدور الذي طالما لعبته إمارة المؤمنين في تحقيق الرفاه الاقتصادي والاستقرار السياسي وإرساء مختلف مظاهر التدين الروحي، بغية تحقيق عناصر الحياة الطيبة. وتأتي قيمة هذا الكتاب يضع إمارة المؤمنين في مختبر التفكير والتأمّل من أجل إبراز الأدوار التي تضطلع بها إمارة المؤمنين في تحقيق التوزان والاعتدال داخل المجتمع. من هنا، تبرز قيمة هذا الكتاب الذي يسعى إلى توضيح مختلف مظاهر التدين في المغرب وإبراز الخصوصيات التي يتمتّع بها المغرب على المستوى الديني.
يقول أحمد توفيق على غلاف الكتاب الجديد «إن وجاهة طرح موضوع الحياة الطيبة بمفهوم القرآن الكريم، ترتبط بمقام جنابكم الشريف في الجمع بين رعاية شؤون الدين من منطلق الكلية الشرعية الأولى، وهي التزامكم بحفظ الدين بمعناه الخاص المتمثل في العبادات والأحكام والتبليغ، وبين مسؤوليتكم في حفظ الدين بمعناه العام المتمثل في الكليات الشرعية الأربع الأخرى وهي: الأمن، والنظام الاعم، والاقتصاد وكرامة الناس».
يضيف توفيق في الكلمة التي ألقاها خلال درسه الافتتاحي أما الملك محمد السادس أنه «منذ القرون الغابرة والإنسان يتمنى ويسعى إلى أن يكون بأحسن حال في الحياة، سمى تلك الحال المرجوة بأسماء منها السعادة وهي حال يتحدث عنها الفلاسفة ويخيلها الشعراء، ويعد بها السياسيون، أما الحال الأسمى التي وعد الله تعالى بها في القرآن الكريم فسماها حياة طيبة، ووضع شرطين للتحقق بها هما الإيمان والعمل الصالح».



