على الرغم من كون هذا الخطاب النقدي « له أصوله المنهجية والنقدية في النشاط النقدي العربي، إلا أن المقاربات المنهجية الحديثة حاولت الارتقاء بهذا الخطاب النقدي إلى مستوى الدراسات النقدية المعرفية والنوعية ضمن روافد العلوم الإنسانية. وفق هذا التصور تسعى هذه الدراسة إلى مقاربة مجموعة من الخطابات النقدية بمرجعيات منهجية ومعرفية متنوعة، تهدف إلى الوقوف على مراحل تطور النقد الأدبي الحديث بالمغرب، على المستوى المنهج النقدي، والمفاهيم والأدوات النقدية الإجرائية، وذلك عبر اقتفاء أثر المرجعية النقدية في الخطاب النقدي ».
كما تهدف هذه الدراسة « إلى مقاربة سؤال المنهج النقدي في النقد الأدبي الحديث، وتوظيف المصطلح النقدي وذلك من خلال رصد ملامح تطور الدراسات النقدية وما رافق هذا التطور من تغير على مستوى المفهوم والمصطلح النقدي، وذلك بغية تتبع مسار هذا التطور عبر مرحلتين أساسيتين، انطلاقا من النقد الأدبي الحديث في مرحلة الثمانينيات من القرن الماضي، وصولا إلى النقد الأدبي المعاصر، بهدف تتبع مسار هذا التطور عبر مقارَبة مقارِنة تقوم على أساس نقد النقد، انطلاقا من تصور منهجي يروم الوقوف على آلية حضور المنهج النقدي في الدراسات النقدية وكيف تطور مفهوم النقد الأدبي ».
جاء الفصل الأول عبارة عن « إشارة لأهم المقاربات النقدية وكيف تطورت في أفق نقد ما بعد الحداثة، وهو ما يجد له صدى في الفصل الثاني من خلال الوقوف عند أهم المحطات المنهجية، وذلك قبل الانتقال إلى الخطاب الرقمي وعلاقته بالنقد الأدبي باعتباره شكلا من أشكال التفاعل بين الخطابات، في أفق رصد مظاهر التطور النقدي، ثم الفصل الرابع الذي سلط الضوء على ملامح تطور النقد الأدبي الحديث بالمغرب ».
ويخلص الباحث إلى مجموعة من الأسئلة التي دافعت عنها الدراسة النقدية مثل: ما تجليات المفهوم الدّقيق لنقد النّقد؟ وما الفروق الدقيقة المائزة بين النقد ونقد النقد؟ وكيف يمكن تحديد الإجراءات المنهجية لنقد النقد وفق تأطيرها من طرف النقد الأدبي الحديث تنظيرا وممارسة؟ وما الإشارات المنهجية التي تسم المرجعية النقدية؟ ».
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا