يعد عبد الكريم الأزهر من الفنانين التشكيليين المغاربة الذين طالما عرفوا بتجاربهم الإبداعية النوعية على مدار أكثر من 30 سنة من الإبداع الفني. فهو من الفنانين الذين تُحرّكهم دائماً مجموعة من الدوافع الثقافيّة والتي تجعلهم يدخلون مع تجارب أدبيّة وخلق نوع من التناص البصري مع ما تقترحه من أفكار ومفاهيم وعوالم يُعيد عبد الكريم الأزهر أنْ يجعل منها مدار تفكير بصري على تضاريس لوحاته المسندية. إنّ الوعي بمفهوم اللوحة كقاطرة فكرية يبرز بحدّة في تجربة الفنان، لأنّه يتعامل معها على أساس أنها مختبر بصري قادر على تمرير أفكار. بهذه الطريقة يغدو اللون وسيلة تعبير تدين فداحة الواقع. إنّ وجوه عبد الكريم الأزهر تُصوّر الإنسان من داخله وترصد أوجاعه ومرارته في الحياة، إنّها بطريقة ما كشفٌ مذهل لأعماق الكينونة البشرية وتسليط الضوء عن من ينخرها من الداخل في علاقتها بالواقع.
يحاول الفنان في كل معرص جديد له أنْ يكزن فنّان مدينة بامتياز. ذلك إنّ لوحاته تُصوّر أشخاص داخل مدن مغربية عدّة عاش فيها الفنان وحاول من خلالها أنْ يبني عالماً بصرياً مختلفاً عن الفنانين المجايلين له. إنّ لوحاته ترصد بكيفية مُطلقة الألم الإنساني في لحظات التشظي والانفلات التي تطبعه تجاه الواقع. وإذا كان أزمور لها طابع المحوية والشهرة في أعماله، فلك لكونه آمن بهذه المدينة ونسج مع أعلامها وتاريخها وأشباحها علاقة خاصّة قوماها الإبداع والابتكار. إنّ اختيار عبد الكريم مُشاركاً كفنان ضمن ندوة حول المستكشف مصطفى الأزموري نابع من قناعة داخلية لدى فريق الهيئة العلمية بما يُمثّله الفنان من قيمة رمزية بالنسبة لذاكرة مدينة أزمور وقدرته على تخليد اسمها وناسها في عدد من لوحاته الحاضرة دائماً وأبداً في قلوب المثقفين المغاربة.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا