وحسب بيان الجمعية «يستطيع زوار بلدان إفريقيا الغربية جنوب الصحراء أن يتبينوا في أحوال أهلها وثقافتهم وأنماط عيشهم كثيراً من ملامح التشابه مع أهل المغرب وحضارته، سواء في عادات اللباس أو الأكل أو في بعض أشكال العمارة، وأكثر في أنماط التدين أو في الفكر والثقافة. وتزداد ملامح التشابه وضوحاً، وإن تغيرت أو اصطبغت بعناصر البيئة المحلية، كلما أمعنوا النظر في المجالات الواقعة في التخوم الصحراوية لبلاد المغرب أو في المجالات الصحراوية الشمالية لتلك البلدان، حيث يبدو الأمر هناك أقرب إلى حالة من المثاقفة والتفاعل بين هذه المجتمعات والحضارات التي تجمعها الصحراء الكبرى باعتبارها مجال حركة كما سماه فرناند بروديل، مثلها في ذلك مثل مجال البحر المتوسط في تاريخه وحاضره».
وحسب المصدر نفسه فإنه «من أجل فهم أدق لتاريخ المغرب الصحراوي وموقعه ضمن الروافد الأساسية التي صاغت هوية المغرب اليوم، تحتاج إلى بعض المفاهيم إلى تدقيق القراءة ومزيد من البحث في دلالاتها من مختلف أصناف المصادر، مع استحضار حمولتها الثقافية والبيئية والاجتماعية والتاريخية بشكل عام، من قبيل الصحراء والقفر والقبيلة والواحة، إذْ من شأن ذلك أنْ يُسهم في التعريف بأهمل المغرب الصحراوي، سواء في تنظيماتهم الاجتماعية ودورها في تدبير المجال وإكراهاته أو في الخبرات والمهارات التي راكموها في التعامل مه الصحراء بيئة للعيش والسكن، أو مجالا تخترقه مسالك العبور الكبرى بين شمال الصحراء وجنوبها، أو حتى منطلقاً مؤسساً لتجربة الدولة المغربية المركزية والتي صاغت خصوصية الهوية الجيوسياسية المغربية منذ المرابطين من صنهاجة الصحراء على الأقلّ».
وتتوزّع الندوة على العديد من المحاور مثل «المغرب الصحراوي وأسئلة الراهن: عودة إلى التاريخ من أجل الفهم» و«المغرب الصحراوي وإفريقيا الغربية جنوب الصحراء: قضايا اجتماعية» و«المغرب الصحراوي مجالاً للمثاقفة بين الشمال والجنوب» وصولاً إلى «المغرب الصحراوي وتمتين الوشائج الروحية والحضارية بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء». ويشارك فيها العديد من الباحثين في التاريخ من مختلف ربوع المدن المغربية ومعاهدها ومؤسساتها وجامعاتها.