تعمل هذه المحاضرة على الغوص في مفهوم التأويل، باعتباره من المفاهيم الفلسفية التي طالما شغل المفكّرين والباحثين، سواء داخل مجال الفلسفة أو الآداب. فهو مفهوم مركزي أخذ حيّزاً كبيراً ضمن اهتمامات الكتاب والنقاد، وذلك لأنّه يُعتبر من المفاهيم التي تُشكّل مدخلاً لتفكيك بعض الأنساق الثقافيّة، سيما في مجال الصورة ومدارتها الفنية، بحكم ما تفرضه من غوص في التأويل لفهم بعضٍ مما تُضمره الصورة الفنية أو السينمائية أو الفوتوغرافية. وتأتي أهمية هذه المحاضرة في كونه الذي يُلقيها، يُعد في طليعة الباحثين والمفكّرين المغاربة الذين استطاعوا بكتاباتهم أنْ يخلوا أفقاً فكرياً مغايراً داخل مجال التفكير الفلسفي، ذلك إنّ كتاباته حول ابن رشد والحداثة والذات والعقل والوجود، تُقدّم متناً فكرياً أصيلاً عارفاً بسياقاته ومؤسساً على معرفة فلسفية أصيلة تمزج بين الفلسفة العربية الإسلامية ونظيرتها الغربية، كما أنها تُحاول أنْ تخلق بأفكارها ومفاهميها فكراً فلسفياً لا يريد أنْ يكون مُستلباً، بقدر ما يكون مغايراً في نزعته التجديدية.
جدير بالذكر أنّ محمد المصباحي، يعمل أستاذ التعليم العالي بقسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس في الرباط. تَحمّل العديد من المسؤوليات الأكاديمية في تاريخه المهني. صدر له: » الذات في الفكر العربي الإسلامي » 2017 و »جدلية العقل والمدينة في الفلسفة العربية المعاصرة » 2013 و »نعم ولا: ابن عربي والفكر المنفتح » 2012، و »من الوجود إلى الذات: بحث في فلسفة ابن رشد » 2006، و »مع ابن رشد » 2006، و »العقل الإسلامي بين قرطبة وأصفهان » 2006، و »الواحد والوجود عند ابن رشد » 2002، و »الوجه الآخر لحداثة ابن رشد » 1998، و »تحولات في تاريخ الوجود والعقل: بحوث في الفلسفة العربية الإسلامية » 1995، و »دلالات وإشكالات » عام 1988.




