لم يدرك التلفزيون المغربي بعد، مدى أهمية الوسيط البصري الذي به يشتغل، وقدرته على الترويج للتراث الوطني. إذْ تتعامل المسلسلات مع الفنّ على أساس، أنّه مجرّد موضوع قابل للمعالجة الجمالية. لكنّها تنسى العمق الفكري الذي تحبل به الصورة التلفزيونية على المستوى الإشهاري. ذلك إن المسلسلات وبحكم شعبيتها لها القدرة على الترويج لبعض المآثر التاريخيّة. فأغلب الأعمال التلفزيونية، لا يتم الاهتمام فيها بالجانب السياحي الذي يعطي لا محالة، مكانة كبيرة للجانب السياحي بالنسبة للمغرب. فالمسلسلات تُعرّف بالتراث المعماري ونظيره اللامادي وتساهم في رسم معالم بصرية متصلة بالبيئة المغربية وتاريخها. تمتلك الدراما المغربية كلّ الوسائل التي تجعلها تلعب هذا الدور في الترويج للسياحة المغربية. في حين أنّ المخرج السينمائي يرفض القيام بهذه العملية، لكون أنّ السينما تراهن على أشياء أخرى ذات صلة بالواقع.
تراهن السينما على الحكاية وتدرّجاتها داخل المشد السينمائي. فهي تتعامل مع المشهد بما يُمكن أنْ يخدم الحكاية وليس العكس. كما أنّ السينمائي يهمّه التقاط نتوءات من الواقع وإعادة تخييله على عرش الصورة السينمائية. في وقتٍ نعثر فيه على الكثير من الأعمال السينمائية التي تُظهر هذا الجانب الخفيّ للمنسيّ في الفضاء. وهذا المنسيّ، تستطيع الصورة القبض عليه وتحويله إلى عنصر مركزيّ في بنية العمل السينمائي. كما أنّ التأثر الكبير للدراما المغربية بنظيرتها التركية، قاد العديد من المخرجين إلى الرهان على هذا العنصر الترويجي لا من أجل السياحة فقط، ولكنْ للبحث عن جماليّات أخرى للمشهد الفنّي. إنّ المخرج يجد نفسه أمام جانب فني جمالي، وجوانب أخرى يعتبرها تخرج عن مدارات اشتغالاته من ناحية الكتابة والتخييل.
يمتلك التلفزيون قوة هائلة في الدخول إلى بيوت الناس. عكس السينما التي يذهب إليها الناس. وهذا الاختراق لحميمية الناس يجعل الوسيط التلفزيوني يفرض كلّ شيء وبدون أيّ تعاقدٍ مُسبقٍ مع المُشاهد. إنه يفرض الأصوات والصور والإشهارات والأذواق والأفكار. وبالتالي، فإنّ اختيار التلفزيون كعنصر لترويج التراث يبدو ناجعاً من أجل تنمية السياحة الوطنية، خاصّة في زمن أضحت في الصورة من الوسائل الترويجية.