يأتي عرض الفيلم في إطار الأنشطة التي تقوم بها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية من أجل خلق ثقافة سينمائية داخل المجتمع، سيما وأنّ مثل هذه العروض الفنية تساهم بشكل كبير في رفع منسوب الوعي تجاه الثقافة السينمائية، باعتبارها ثقافة حداثية تحرر المرء من التقليد وتدفعه إلى التفكير. لقد أصبحت السينما تلعب دوراً كبيراً في الحياة المعاصرة، لا لأنها تحقق رفاهاً تجارياً بالنسبة للمخرجين والمؤسسات، بل لدورها الرمزي من الجانب الثقافي. كما أنّ اختيار فيلم « جبل موسى » نابعٌ من الإمكانات التي يحبل بهذا هذا الفيلم في توطيد العلاقة بين السينما والأدب، على أساس أنها علاقة عضوية تُقدّم الشيء الكثير بالنسبة للمتفرج. ذلك إنّ المريني من الوجوه السينمائية التي حرصت أنْ تجعل من الأدب أفقاً للتفكير السينمائية من خلال اشتغاله على العديد من النصوص الروائية المغربية.
ويعد المريني أحد أبرز الوجوه الفنية التي مزجت في سيرتها بين السينما والتلفزيون. ذلك إنّ تجربته في هذا الصدد غزيرة من حيث الكم وغنية من ناحية النوعية وتتميّز دائماً بإبدالات هامّة على مستوى التخييل. وهو تعدد يُظهر غزارة جسده وإمكاناته الفكرية في مقاربة الكثير من الموضوعات ذات الصلة بالمجتمع المغربي وتحوّلاته. وقد حققت الفيلم منذ أول عرض له بالدارالبيضاء نجاحاً رمزياً كبيراً داخل الأوساط الثقافية، بحكم رهانه على طرح أسئلة حقيقية حول الجسد والفن والوجود.




