ينتمي عبد الكريم الطبال إلى جيل الستينيات وهو الجيل الأوّل من المشهد الشعري المغربي المعاصر. ويتكوّن هذا الجيل من جملة شعراء من قبيل المختارالكنوني وأحمد المجاطي ومحمّد السرغيني وغيرهم. فقد عمل هذا الجيل الذي جاء مباشرة بعد الاستقلال على كتابة قصيدة فيها بعض من الوطنية التي تُحوّل الشعر إلى ذريعةٍ لقول أشياء ذات صلة بقضايا المجتمع. غير أنّ شعراء قلائل من هذا الجيل ممّن أتيحت لهم الفرصة لاستكمال دراستهم الأدبية حرصوا منذ بواكيرهم الشعرية الأولى الرهان على الشرط الجمالي في تشكيل معالم النصّ الشعري وإبراز جمالياته.
ويعتبر الطبال واحداً من الشعراء الذين حرصوا في مسارهم الأدبي على كتابة قصيدةٍ شعرية مغايرة لا تهتمّ بالجوانب الإيديولوجية الطافحة بقوّة بين ثنايا نصوص جيل السبعينيات، وإنّما حرص على تدبيج قصيدة تنضح الحياة وتعتني بكلّ تفاصيلها ونتوءاتها.
اعتبر فيه العديد من الأدباء العرب بأنّ الفوز كان مُستحقاً ولم يُحرّك أيّ ردود فعل تجاه الطبال، باعتباره أحد رواد القصيدة المغربية المعاصرة وعموداً من الأعمدة التي تنبني وتُشيّد عليها القصيدة المغربية المعاصرة. وجاء اختيار الطبال بناءً على التحوّلات الفنية التي طالت نظام قصيدته في العقود الأخيرة وحرصه الدائم على كتابة الشعر والانصات إلى دبيب الإيقاع اليومي في الحياة والجسد على حد سواء. كلّ هذا في وقتٍ يتراجع فيه الشعر مُفسحاً المجال لجنس الرواية وما عرفته في الآونة الأخيرة من تضخّم على مستوى الكتابة.