في هذا الحوار الخاص مع مدير المعهد المخرج السينمائي حكيم بلعباس، يعتبر بأنّ عملية فتح فرع للمعهد العالي لمهن السمعي والبصري والسينما بالداخلة سيكون له نتائج كبيرة على مستوى البعيد. إذْ سيُمكّن الطلبة والباحثين من دراسة السينما وتعلم تقنيات التصوير والإخراج بهدف كتابة وإخراج أفلام نابعة من البيئة التي يعيشون فيها. وقد جاءت هذه المبادرة انطلاقاً من المكانة المركزية التي يحتلها المعهد داخل مجال الصناعة السينمائية، باعتباره من المؤسسات الرسمية التي تُدرّس السينما وتعمل جاهدة على تكوين العديد من الأجيال السينمائية القادرة على الكتابة والتصوير. كما أنّ عملية التفكير في فتح معهد بالداخلة نابع مما يمكن أن نسميه بدمقرطة السينما، حيث تصبح الأقاليم الجنوبية رافداً من روافد الصناعة السينمائية، سيما وأنّها تحبل بالعديد من المؤهلات المجالية التي تجعلها تحتضن عملية تصوير أفلام وفتح المنطقة كقاطرة أو بوابة على القارة الإفريقية.
وفق هذا المعطى، ستلعب عملية التكوين دوراً بارزاً ومؤثراً في الطلبة. ذلك إنّ الكثير من خصوصيات الفضاء الصحراوي سيعكس لا محالة على الإنتاج السينمائي ويجعله ينضح بالكثير من التجديد على مستوى الصورة السينمائية. إنّ البيئة تُضمر الكثير من القصص والحكايات التي يمكن للسينما أنْ تُظهر بعضاً من ملامحها والقبض عليها داخل فيلمٍ سينمائي. على هذا الأساس، فإنّ التفكير في معهد بالداخلة نابع من قناعة لدى الجهات الثقافيّة المسؤولة على الفن بالدور الكبير الذي باتت تلعبه السينما في المغرب، بوصفها قاطرة لتحقيق مكاسب اقتصادية ودلالات رمزية ذات صلة بتحديث المجتمع وحداثته.




