جمع الكتاب العديد من الدراسات الفكرية لـ: محمّد الشيخ، حسن طارق، سعيد شبار، سلمان بونعمان، عادل الطاهري، حسن فورات، إسماعيل الحسني، الحسان شهيد، مصطفى بوكرن، عبد الرحمان اليعقوبي، أيوب بوغضن، محمد علا، حكيم كرومي، مصطفى بنزروالة، يونس حباش، مصطفى فاتيحي، عز الدين جبار، يوسف محمد بناصر. ويتناول الكتابة جملة من الدراسات العلمية التي اشتبكت مع موضوعات ذات صلة بالحداثة والأصالة والمعاصرة والتراث والطريقة التي بها قرأ الجابري ابن خلدون وابن رشد، هذا إضافة إلى القضايا التي عُرف باهتمامه بها مثل القرآن الكرين والقطيعة الإبستمولوجية والنهضة والعلمانية والديمقراطية والإصلاح. وهي إشكالات لم تكُن مُرتبطة فقط بصاحب « تكوين العقل العربي » بقدر ما ظلّت تمتلك خصوصية فكرية داخل كتابات مفكرين آخرين مثل عبد الله العروي وطه عبد الرحمان وعبد الكبير الخطيبي. غير أنّ الكتاب يتوقّف عن الجابري وأهميته في طرح أسئلةٍ نفتقر إليها اليوم، أمام واقع مغربي جديد يئن تحت التقليد.
ويأتي هذا الكتاب، بمناسبة الذكرى الـ 14 على رحيل محمّد الجابري، تاركاً إرثاً فكرياً كبيراً ما يزال في حاجة إلى التفكير والمساءلة عن الأشياء التي يُمكن أنْ يُقدّمها لنا فكره، في وقتٍ تتهاوى فيه الأخلاق وتتصاعد اليقينيات السطحية المُميتة. فالرجوع إلى الجابري، هو عودة إلى العقل والتفكير في الأصيل في المآزق والإشكالات التي تُصيب مجتمعاتنا يوماً بعد يوم.
يقول سلمان بونعمان « يُناقش هذا الكتاب الجماعي المشروع الفكري للفيلسوف الراحل محمد عابد الجابري في أبعاده المختلفة، محاولاً تقديم مقاربات متعددة في فهم أفكاره ورصد طبيعة تأثيرها في التفكير العربي الإسلامي المعاصر، كما يسعى هذا العمل إلى الاشتباك مع ما يثيره مشروع الجابري من أفق معرفي ومنهجي في تشريحه لعلاقة العقل العربي مع ذاته ومع الآخر، وما يطرحه ذلك من أسئلة نقدية على المشروع النهضوي العربي في محاولة لتفكيك أسباب التعثر المزمن للنهضة المنشودة وتحليل عوائق استئناف التجديد الديني والتحديث السياسي ».