تفاصيل مثيرة حول اكتشاف وحش مفترس بالمغرب

اكتشاف وحش مفترس بالمغرب، وهو حيوان بحري من عصور ما قبل التاريخ

في 13/01/2025 على الساعة 18:30

جرى الإعلان خلال الأسبوع الماضي عن اكتشاف تاريخي مثير في المغرب من خلال وحش أطلق عليه اسم (Carinodens Acrodon)، وهو حيوان مفترس بحري من عصور ما قبل التاريخ.

وحسب المقال الذي أوردته مجلة دايلي غالاكسي، فإن اكتشاف أحفورة رائعة في المغرب أتاح للعلماء فرصة غير مسبوقة للتعرف على أحد أكثر الحيوانات المفترسة غموضا في المحيط الأطلسي، بفضل أسنانه المتخصصة وهيكله المدمج.

موساصور غامض

ومن شأن هذا الاكتشاف أن يعيد هذا الزاحف البحري القديم كتابة ما نعرفه عن تنوع موساصوريات، فما الذي يميز هذا الحيوان؟ ولماذا يعد هذا الاكتشاف رائدا إلى هذا الحد؟ أسئلة أجاب عليها العلماء تتيح معرفة كيف فك هذا العملاق البحري الصغير لغز ما قبل التاريخ.

وكشفت المجلة في مقالها أن اكتشافا رائعا في المغرب ألقى الضوء على حيوان مفترس بحري قديم وغامض، وهو موساصور صغير ولكنه متخصص للغاية حيث جاب المحيطات خلال أواخر العصر الطباشيري.

ويوفر هذا الاكتشاف الأحفوري رؤى غير مسبوقة حول تطور موساصوريات، وهي مجموعة من الزواحف البحرية التي سيطرت على البحار قبل انقراض الديناصورات، ويتضمن فكين علوي وسفلي محفوظين جيدا، مما يقدم أدلة مهمة حول نظامها الغذائي وسلوكها ودورها البيئي.

كشف النقاب عن الاكتشاف

تعد الأحفورة، التي تم العثور عليها في رواسب أواخر العصر الماستريخي في المغرب، إضافة رائدة إلى السجل الأحفوري، على عكس أحافير Carinodens السابقة، والتي كانت غالبا غير مكتملة، يتضمن هذا الاكتشاف الفكين العلوي والسفلي، مما يسمح للباحثين بفحص مورفولوجيا أسنان الحيوان الفريدة بالتفصيل.

وأبرز الاكتشاف التكيفات الفريدة لحيوان كارينودنس أكرودون، والتي تميزه عن غيره من حيوانات موساصور، فوفقًا للدراسة، فإن حيوانات موساصور المبكرة، بما في ذلك الأنواع القاعدية، كانت لها أسنان بسيطة نسبيا تتكيف مع استهلاك الفرائس الصغيرة مثل الأسماك ورأسيات الأرجل ذات الجسم الرخو.

وفي السياق ذاته، كتب عالم الحفريات بجامعة باث نيكولاس لونجريتش وزملاؤه في ورقة بحثية في مجلة التنوع: « كانت أسنان موساصوريات القاعدة المبكرة صغيرة ومخروطية ومنحنية للخلف، وهو تكيف للافتراس على فرائس صغيرة نسبيا مثل الأسماك ورأسيات الأرجل ذات الجسم الرخو ».

على النقيض من ذلك، أظهرت موساصوريات لاحقة مجموعة لا تصدق من أشكال الأسنان، مما يعكس أنظمتها الغذائية المتنوعة، حيث أشار الباحثون إلى أنه « بحلول نهاية العصر الطباشيري، تطورت أسنان موساصوريات إلى أشكال متنوعة للغاية ».

وقد شمل هذا التنوع أسنانا مخروطية ضخمة لتمزيق الفريسة، وأسنانا تشبه السكين للتقطيع، وأسنانا منخفضة منتفخة لسحق اللافقاريات ذات القشرة الصلبة.

ومن بين هذه الأسنان، يتميز Carinodens acrodon بشكل خاص بأسنانه المتخصصة للغاية، والتي سمحت له باستغلال منافذ بيئية محددة.

اكتشاف فريد

يمثل Carinodens acrodon فرعا متخصصا للغاية من تطور موساصور، وبفضل حجمه الصغير نسبيا، وفكييه الممدودين، وأسنانه غير العادية، فقد برز حتى بين معاصريه، وأوضح علماء الحفريات: « نرى بعضا من أكثر أشكال الأسنان غرابة في جنس موساصوريات كارينودنز، وهو موساصوريات متخصصة للغاية ظهرت في جميع أنحاء العالم في العصر الماستريخي ».

وكانت أسنان Carinodens acrodon مناسبة بشكل فريد لسحق الفرائس ذات الأصداف الصلبة، مثل الرخويات والقشريات، وكتب الباحثون: « يتميز Carinodens بحجم صغير نسبيا، وفكين طويلين ونحيفين، وشكل أسنان فريد من نوعه بين موساصوريات، أو الفقاريات الأخرى ».

في سياق آخر، لاحظ الباحثون أن أسنانه كانت منخفضة، مع قاعدة ممدودة أماميًا خلفيًا، وبنية مضغوطة من المنتصف إلى الجانب، ومينا دقيقة التوصيل، وشرحت الورقة البحثية: « يتميز Carinodens acrodon بأسنان ذات تيجان طويلة، وقمم مثلثة، وقواعد عريضة »، كما سمح اكتمال الأحفورة لعلماء الحفريات بتوسيع فهمهم لهذا الجنس الغامض، وأضاف الباحثون: « إنه أيضا أول Carinodens معروف بفكين علوي وسفلي محفوظين جيدا، مما يساعد في توسيع معرفتنا بهذا الحيوان الغامض ».

صور تعبيرية

تحرير من طرف سعيد قدري
في 13/01/2025 على الساعة 18:30