وتنظم دورة هذا العام، الممتدة على مدى ثلاثة أيام، تحت شعار: « احتفائية ماطا بربع قرن من الازدهار والتنمية في العهد الميمون لصاحب الجلالة والمهابة الملك محمد السادس »، وتحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، مما يضفي على هذه التظاهرة الطابع الرسمي والرمزي الرفيع.
حضور دبلوماسي متميز
عرف حفل الافتتاح مشاركة وفود دبلوماسية من عدة دول، من بينها رواندا، غينيا بيساو، غانا، الكونغو الديمقراطية، السودان، البرتغال والكاميرون، بالإضافة إلى سفراء سابقين، ما يعكس البعد الدولي الذي بات يتمتع به مهرجان ماطا، كجسر ثقافي وإنساني بين المغرب والعالم.
فروسية ماطا.. تراث روحي حي
وجرى خلال الافتتاح تقديم استعراض للفرسان المشاركين وتعريف الجمهور بتاريخ فروسية ماطا، باعتبارها موروثاً ثقافياً وروحياً متجذراً في الذاكرة الجماعية للمغاربة، ومرتبطاً بالقطب الصوفي مولاي عبد السلام بن مشيش، مؤسس الطريقة المشيشية الشاذلية.
وفي كلمة له بالمناسبة، أبرز رئيس المهرجان نبيل بركة أن هذه التظاهرة تمثل فرصة للاحتفاء بما تحقق من إنجازات اقتصادية وثقافية واجتماعية خلال 25 سنة من حكم جلالة الملك محمد السادس، مؤكداً أن ماطا ليست فقط لعبة تراثية، بل رمز لوحدة الروح المغربية وتجليات السلام والتعايش.
وقال بركة: «من واجبنا، كمسلمين ويهود ومسيحيين، أن نتحد لنشر نور السلام في العالم»، مضيفاً أن المهرجان يهدف إلى تعزيز إشعاع التراث الثقافي المغربي دولياً، وتحويله إلى مصدر للإلهام والفرح والهوية.
معارض وندوات تعزز البعد التنموي والثقافي
شهد اليوم الأول من المهرجان افتتاح معرض للمنتوجات الفلاحية والصناعة التقليدية، بمشاركة نحو 80 عارضاً يمثلون تعاونيات من مختلف جهات المملكة، بما في ذلك الأقاليم الجنوبية، إلى جانب حضور تعاونيات من خارج المغرب، في مبادرة تسعى إلى إبراز غنى وتنوع الإنتاج الوطني، وربطه بمفهوم التنمية المحلية والمستدامة.
كما يتضمن برنامج الدورة ندوة روحية وقانونية تسلط الضوء على مستجدات مدونة الأسرة والإصلاحات الجوهرية التي طالتها، خاصة تلك المتعلقة بتعزيز حقوق المرأة والأسرة في ظل التوجيهات الملكية، إلى جانب ندوة ثانية تُعالج دور تراث ماطا كرافعة استراتيجية للاستثمار في التنمية المستدامة وحماية الموروث اللامادي.
