عن سؤال الزخم الأدبي الذي يعيشه في ذاته بين الشعر والترجمة والرواية والنقد، يرى اللعبي بأنه لا عيب في ذلك، ما دام أنّ فعل الكتابة نابع من رغبة في تكسير الحدود المتعارف عليها. خاصّة وأنّ الكتابة المعاصرة تتجاوز مفهوم الحدود الأجناسية القائمة في الأدب، صوب كتابة متحرّرة تنبذ التحنيط وترفض التقوقع داخل جنس أدبي معيّن. فهذا التعدد يعتبره اللعبي عادياً، لأنّ جسده يعيش هذا التعدّد الأدبي، فهو يُمارسه بشكل تلقائي.
هذا ويعتبر صاحب « لا شيء تقريباً » أحد أبرز الأسماء الشعرية التي تكتب بالفرنسية وتحظى باهتمام بالغ من لدن النقاد والمبدعين في العالم ككل. وتكاد تكون كتابات اللعبي حالة استثنائية داخل الأدب المغربي المكتوب بالفرنسية، بعدما ساهمت منذ نهاية ستينيات القرن العشرين في تحرير فعل الكتابة منذ صدور العدد الاوّل من مجلة « أنفاس » التي لعبت دوراً طليعياً في تاريخ الأدب المغربي وقدّمت نخبة كبيرة من المثقفين والمساهمة في طرق موضوعات ظلّت في حكم اللامفكّر فيه داخل المجتمع. وتكاد هذه المجلة إلى جانب « الثقافة الجديدة » لمحمّد بنيس، من العلامات الثقافيّة البارزة في تاريخ هذه الثقافة، بسبب المواد الجريئة التي قدّمتها والموضوعات الأولى التي تطرّقت إليها.
ففي اللقاء اعتبر صاحب كتاب « مغرب آخر » أنّ اللغة العربية سُرقت منه خلال الاستعمار، ووجد نفسه أمام اللغة الفرنسية التي لم يكُن منه إلاّ التشبّث بها، باعتبارها وسيلة قويّة للتعبير عن الذات. ويرى اللعبي أنه لم يُصرّح ولا مرّة واحدة أنّ اللغة الفرنسية تُشكّل امتيازاً لكونها عبارة عن لغة كباقي اللغات الأخرى. بل إنّ اللعبي حرص منذ السبعينيات أنْ تُنقل جميع دواوينه وأعماله النقدية إلى اللغة العربية إيماناً منه بقوّة اللغة الأمّ وحيويتها وتاريخها وذاكرتها.
واعتبر عبد اللطيف بأنّ فلسطين ماتزال تُمثّل بالنسبة له الأفق التحرري الذي نطمح إليه جميعاً. فمواقفه المُلتزمة تجاه القضية الفلسطينية، ماتزال على حالها. لهذا السبب عمل على ترجمة قصائد الشعراء الفلسطينيون الجدد إلى الفرنسية على شكل أنطولوجية شعرية تُعرّف بالأجيال الشعرية الجديدة وتسعى جاهدة إلى تكريسها داخل المشهد الشعري العالمي.