رسم خريطة الماضي: كل ما يجب معرفته عن آخر الحفريات الأثرية بفاس ومكناس

البقايا الأثرية في الكور

في 23/06/2024 على الساعة 10:30

قام فريق من علماء الآثار بعمليات تنقيب بإقليمي فاس ومكناس في الفترة من 15 ماي إلى 9 يونيو 2024. تعطي الاكتشافات الأولى لمحة عن الماضي الغني لهذه المنطقة التي لم يتم بعد استكشافها بالكامل. عودة إلى أهداف هذه البعثة ونتائجها الأولية مع مديرها محمد بلعتيق، الأستاذ بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث.


خلال الفترة ما بين 15 ماي و9 يونيو 2024، أجريت عمليات تنقيب أثرية مكثفة بإقليمي فاس ومكناس. شارك في هذا التنقيب، الذي تم تحت إشراف المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، باحثون من جامعة أولد دومينيون بالولايات المتحدة وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بعين الشق بالدار البيضاء.

وأوضح محمد بلعتيق، مدير هذه البعثة، أن هذا المشروع يهدف إلى رسم خريطة أثرية لهذه المنطقة والتعرف على البنى التي سادت في هذه المنطقة. وأشار قائلا: « هذا المجال مفعم بالتاريخ، فهو لا يضم مدنا إمبراطورية فحسب، بل يمر بها أيضا طريق رئيسي يربط شرق البلاد بغربها. بالإضافة إلى ذلك، لم يستكشف علماء الآثار كل خباياها، مما يجعلها موضوعا مثيرا للدراسة بشكل خاص ».

ومن أجل ذلك، استخدم الفريق أساليب بحث مختلفة. وأشار محاورنا قائلا: « كانت المسوحات الأرضية وجمع المواد الأثرية خطوات حاسمة، مع تخزين جميع المعطيات في قواعد معطيات مندمجة مع نظام معلوماتي جغرافي. بالإضافة إلى ذلك، تم إجراء المسوحات الجيوفيزيائية، واستعملت طائرة بدون طيار لإتمام إجراء مسوحات طوبوغرافية دقيقة. إن التأريخ المطلق، لا سيما بالكاربون المشع، تم استخدامه أيضا لتحديد عمر القطع الأثرية المكتشفة ».

والنتائج الأولية التي تم الحصول عليها هذه السنة واعدة، بحسب محمد بلعتيق. ومن بين المواقع التي تمت دراستها، كانت منطقة الكور الواقعة في إقليم الحاجب، وقصبة النصراني بالقرب من مولاي إدريس زرهون، قد أثارتا اهتمام الباحثين بشكل خاص.

ففي الكور، تشير البقايا والخزف من العصر الإسلامي إلى استمرار الاستقرار في المنطقة منذ العصور القديمة وحتى العصر الإسلامي. وأشار الباحث قائلا: « وقد تم تأكيد ذلك من خلال المسح الجيوفيزيائي الذي تم إجراؤه في الموقع. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه الفرضية لا تزال بحاجة إلى تأكيد، ولا سيما عن طريق التأريخ بالكربون المشع الذي سيتم إجراؤه على الفحم المأخوذ من الموقع ».

أما في قصبة النصراني فقد اكتشف الفريق البوابة الرئيسية للقصبة وأجرى دراسة معمارية لنظامها الدفاعي. وختم محمد بلعتيق بالقول: « هنا، كشف المسح عن مناطق تركز الخزف، مما أدى إلى اكتشاف ثلاث مسوحات أثرية. وقد مكنتنا إحدى هذه المسوحات من التعرف على الباب الرئيسي للقصبة. وفي الوقت نفسه تم إجراء دراسة معمارية لتحليل المنظومة الدفاعية للقصبة. وفي العام المقبل، نعتزم إجراء مسح جيوفيزيائي مماثل لذلك الذي تم إجراؤه في الموقع الأول، بالإضافة إلى تغطية بطائرة بدون طيار ».

تحرير من طرف هاجر خروبي
في 23/06/2024 على الساعة 10:30