ورشته في خطر.. الصحبي الشتيوي يخوض كفاحا يائسا من أجل فنه

Sahbi Chtioui dans son atelier.

الصبحي الشتيوي بورشته

في 03/10/2024 على الساعة 13:57

منذ عامين، يعيش النحات الصحبي الشتيوي، وضعا لا يُحتمل. ورشته على وشك التعرض للمُصادرة أمام حرمانها من الماء والكهرباء، لم يعد بإمكان هذا الفنان العظيم أن يبدع. إليكم الأسباب الكامنة وراء هذا الانهيار الذي يمكن تفاديه.


كانت هناك ذات يوم قصة جميلة عن رعاية فنية، بين جان كلود بوفور، المدير التنفيذي لشركة «ديلاتر ليفييه المغرب»، العملاق في مجال البناء المعدني، والفنان النحات الصحبي الشتيوي. تقديراً للفنان، قدم له هذا المعجب الكبير ورشة داخل مصنعه، ومنذ عام 2014 تم توقيع عقد إيجار باسمه مقابل إيجار رمزي. في تيط مليل، حيث تم إنشاء موقع «ديلاتر» الجديد، استفاد الصحبي الشتيوي من ورشة تبلغ مساحتها حوالي 800 متر مربع. هنا، كان بإمكانه التفرغ لفنه بهدوء وتخزين منحوتاته الثمينة.

لكن قبل عامين، بدأت القصة الجميلة تتعقد. تم وضع «ديلاتر ليفييه» في التصفية القضائية عام 2023 وتم تفكيك المصنع. أفرغ المصنع من شاغليه، باستثناء الصحبي الشتيوي الذي كانت ورشته في وسط الموقع. يقول الفنان: «أنا في الوسط، أنا الناجي الوحيد»، ويشبه نفسه بـ«قلب ينبض وسط جثة». كضحية جانبية لهذا الإفلاس، عانى الشتيوي بشدة من آثاره، دون حول أو قوة.

محروم من الماء والكهرباء.. لم يعد بإمكان الصحبي الشتيوي أن يبدع

رغم إغلاق الموقع، لا يزال بإمكان الشتيوي الوصول إلى ورشته بفضل عقد الإيجار الذي يتوفر عليه، لكنه أصبح محروما من الماء والكهرباء بسبب النزاعات المتعلقة بالموقع. محروما من هذين الموردين الضروريين لممارسة فنه، قرر في البداية التصرف بروح متفائلة، واستثمر في الاعتماد على مولد كهرباء وشراء الماء الصالح للشرب. منذ ذلك الحين، وداعا للهدوء الذي كان يستمد منه الإلهام والإبداع. أصبح عدوه الأكبر هو ضجيج المحرك الذي يزأر جزءً من اليوم ويتعطل في النصف الآخر. أثناء عملية الإبداع، يتوقف المحرك، يتجمد القالب حيث يذوب البرونز وينفجر. «كل عملية صب تمثل مخاطرة»، يأسف النحات الذي يرى مادته الخام الثمينة تتلف حرفياً والعمل الفني الذي كان يبدعه يموت أمام عينيه، ناهيك عن الخسارة المالية التي يمثلها كل انقطاع للكهرباء.

تحت الضغط، تغيرت ممارسة فنه وتدهورت إلى درجة أنه لم يستخدم تقنية «الشمع المفقود» منذ عامين بسبب عدم استقرار التوصيلات الكهربائية. بات عليه أن يدير ظهره للإبداع ويترك منحوتاته الناشئة ليهتم بميكانيك المحرك المعطل ويعتمد على جدول مواعيد الميكانيكي. «في القرن الواحد والعشرين، يجب ألا يجتاز فنان مثل هذه الأمور»، يتأسف الصحبي الشتيوي الذي يعيش هذه الحالة منذ عامين. «أعيش بالكاد لأحافظ على أعمالي بالقرب مني، لكني لم أعد أستطيع الإبداع. نفسيتي في أسوأ حالاتها»، يعترف بأسى.

الآن، يعتبر الصحبي الشتيوي أن أمامه مستقبل مظلم. «المصنع يفرغ، قريباً سيصبح الموقع أرضاً خالية حولي، وأخشى أن أتعرض للسرقة»، يقول الفنان. لحماية نفسه، يحتاج إلى كاميرات، لكن كيف سيجعلها تعمل بدون كهرباء؟ الانتقال إلى مكان آخر؟ لا يملك القدرة على ذلك لأنه يحتاج إلى مساحة كبيرة بنفس حجم ورشته الحالية، حوالي 800 متر مربع، ليتمكن من إقامة مساحات مخصصة للصب والتشغيل والتخزين. ما لم يتم تعويضه بموجب عقد الإيجار ليتمكن من شراء مكان مماثل، لا يستطيع التفكير في الانتقال.

أهمية دعم الفنانين

كلما مر الوقت، كلما تضاءلت آماله. الصحبي الشتيوي، هذا الفنان العظيم الذي قدم الكثير للفن في المغرب، يغرق تدريجياً في هاوية الشك ويستسلم للذعر، وهما عدوان خطِران للإبداع. «ما جدوى الاستمرار؟ من أجل من؟ لماذا؟»، يعذب نفسه، متسائلاً عن جدوى الاستمرار في ممارسة فنه في ظل هذه الظروف. كيف يمكن لفنان بهذا الحجم، الذي كرس حبه وفنه للمغرب، وطنه الذي تبناه منذ 50 عاما، والذي تُزيِّن أعماله الأماكن العامة في جميع أنحاء البلاد، أن يجد نفسه في مثل هذا اليأس دون أية مساعدة؟

اليوم، تتجه الأنظار نحو وزارة الثقافة وكذلك الوالي والسلطات المحلية. الحل بسيط، إعادة الماء والكهرباء إلى ورشته في المقام الأول، ومساعدته في حل مشكلة ورشته في المرحلة الثانية. بالنسبة للصحبي الشتيوي، لا يزال الأمل موجودا. «قليل من السعادة يمكن أن تمحو كثيرا من التعاسة»، يقول متشبثا بكل ما يملك من تفاؤل.

كانت هناك ذات يوم قصة جميلة عن رعاية فنية... ولكن ما الاتجاه الذي سيُتخذ؟ وما الذي يجب فعله لدعم فنانينا وحماية التراث الفني الوطني؟

تحرير من طرف زينب ابن زاهير
في 03/10/2024 على الساعة 13:57