في تقديم الكتاب نقرأ بأنّ الشاعر نزار كربوط « يُطلق خياله إلى أوسع مدى، حتى ليكاد القارئ يظن أن الواقع هو مجرّد خيال، أو أن الخيال كلّما اتّسع، كلّما عبّر بشكل أكثر عمقاً وحيوية عن الواقع وربما يكون هذا هو ديدن الشعر أساساً بتعريف ما من تعريفاته. قد لا تمر جملة على امتداد الديوان لا تنطوي على تعبير « غريب » أو مجاز بعيد أو صورة. ساعده على تحقيق ذلك ثروة لغوية واضحة ولا تحتاج أي دليل لإثباتها فهي بارزة بامتياز وعلى نحو مكثف ».
وفي الديوان نقرأ مجموعة القصائد مثل جغرافيا، لُصُوصيَّةٌ شَرعيَّةٌ، هُولُوغرام، حَفْر، نَهْدٌ، فَرَضيَّةٌ، عُنقُودُ الحياةِ، مِزَاجِيَّة، وكالةٌ، حُلْمٌ، إبريقُ راسل، بلاغٌ هامٌّ، مركزُ ترويضٍ، نظريَّةُ النِّسبيَّةِ، ضَبَابٌ، درسٌ في الهندسة، كُرةٌ، سِفْرُ التَّفكِيْكِ، مُعادلةٌ، لا تَشغَلْ بَالَكَ، مِفتاحٌ، مُخلَّفاتُ، حُرُوبٍ قادمةٍ، مَخطُوطةٌ، رُقْيَةٌ شِعْرِيَّةٌ، رصيفٌ، عُرْيٌ، حالةُ طوارئ، مُعجمٌ جديدٌ، جسرٌ، بيرة، احتمالاتٌ واردةٌ، محاولةٌ فاشلةٌ لفَهْم العالَم، أُمنيَّات، حقيقةٌ غائبةٌ، تنُّورةٌ، مَقعَدٌ ».
يقول الشاعر عمله الجديد « أيُّها العاشقُ الذي سيَسكُنُني دائماً بَعدَما تَقطَعُ حَبْلَكَ السِّرِّيَّ، وتمنحُ لعينَيْكَ جَرعةً مِنْ أضواءِ المدينة قُلْ لذلك المُسافرِ بداخلِكَ أنْ يبيعَ قطعةً مِنْ رُوحِهِ إلى الشَّمسِ، وأنْ يُخفِّفَ مِنْ عِبءِ قواميسِهِ المُثقلَةِ بالأحزانِ المُتشرِّدةِ في الشَّوارعِ الطَّويلةِ، وأنْ يجعلَ مِنْ كلِّ خطوةٍ يَخطُوها في البَارَاتِ عُشَّاً يضعُ فيه قصصَهُ القصيرةَ، ويُعلِّقَ على أطرافِهِ دَليلاً يُعلِّمُ الرَّقصَ فوقَ أصابعِ اللَّيل ».