تقول أحداد في هذا الحوار بأنّها حين شرعت في كتابة الرواية « بدأت أكتب نصوص طويلة لكنها فقط كانت تشبه الرواية أو قصص طويلة. وبعد أن بدأت كتابة القصة القصيرة وجدت أنها صعبة نوعاً ما وتحتاج إلى تكثيف. ورغم أنني ما زلت أكتب القصة القصيرة، إلاّ أنني أحب العوالم الكبيرة وأن أخلق عوالم قائمة بذاتها وبها شخصيات كبيرة، لهذا اتجهت إلى كتابة الرواية والغوص في متخيلها الإبداعي ». غير أنّ هذا الانتقال من القصّة إلى الرواية ليس صعباً، بل تمليه رغبة في اختراق العوالم الصغيرة، صوب أخرى كبيرة تشعر من خلالها أحداد بقدرتها على التأثير في مفهوم الزمن واللعب بالألياف السردية وتشكيل كيمياء الشخصيات والعمل على توسيع أفق النظر في متخيّل الواقع. من ثمّ، تحرص صاحبة « بنات الصبار » في جعل الواقع المغربي مختبراً للتفكير والتحليل. غير أنّ اختيارها للواقع مادة للكتابة والتفكير، لم يدفعها إلى أنْ تكون حبيسة هذا الواقع والعمل على نسخه ومحاكاته، بقدر ما عملت على تجديد عوالمه انطلاقاً من عنصر التخييل الذي يبدأ في أساسه من اللغة.
وإلى جانب إصدارها للرواية الجديدة، أصدرت أحداد الطبعة الثانية من روايتها « بنات الصبار » والتي قالها عنها الشاعر محمد الأشعري بأنّها ذات «لغة متماسكة، منسابة، قوية الإيحاء والتعبير. أعجبت بالمجهود في بناء الرواية اعتماداً على تعدد الأصوات وقراءة الشخصيات في مرايا شخصيات أخرى». أما محمّد برادة، فقال عنها «أعجبني ما قرأته لأنه يتّصف بتدفّق الأسلوب، وجرأة التناول والمعاناة الداخلية التي تضفي على النصّ سمة الشهادة والصراحة».
وحسب نصّ تقديم هذه الرواية «لا يملك حميد الزياني سوى بيت يؤوي زوجته وبناته الأربع. بعد وفاته يفقدن البيت ويبدأن حياتهنّ من الصّفر. بنات الصبّار رواية تبدأ بالموت وتنتهي بالموت. بطلاتها نساء ينتمين إلى طبقات اجتماعية وثقافية مختلفة. ترصد الرواية على ألسنتهنّ مصائر نساء عائلة الزياني القاسية والمأساوية بعد وفاة الأب. تتناول الرواية قضايا اجتماعية وسياسية في مغرب اليوم، كما تلقي الضوء على قضايا حقوقية مثل حرية النساء والمساواة بين الجنسين».